محمد السادس يرسم سكة المستقبل.. مشاريع تاريخية تقود المغرب نحو 2030!

24 سبتمبر 2025
محمد السادس يرسم سكة المستقبل.. مشاريع تاريخية تقود المغرب نحو 2030!

الصحافة _ كندا

ها نحن أمام لحظة فارقة في مسار المغرب الحديث، لحظة تختزلها صورة الملك محمد السادس وهو يعطي انطلاقة مشاريع سككية عملاقة بالدار البيضاء بقيمة 20 مليار درهم، إذ أنها أوراش جديدة في مدينة مكتظة، تعبّر عن رؤية ملكية بعيدة المدى، تجعل من النقل السككي رافعة للتنمية، وركيزة للعدالة المجالية، وأداة لتكريس السيادة الوطنية في زمن تزداد فيه الضغوط الخارجية والتحديات المناخية والاقتصادية.

إن الذين يعرفون المغرب جيداً، يدركون أن هذا المشروع ليس معزولاً، بل جزء من برنامج ضخم بميزانية تصل إلى 96 مليار درهم، يستهدف بالأساس تحسين التنقل الحضري والجهوي، وتوسيع شبكة القطارات فائقة السرعة لتشمل خط القنيطرة – مراكش، ثم لاحقاً أكادير والجنوب.

إنها فلسفة ملكية تضع الإنسان المغربي في قلب التنمية: قطارات للقرب كل 7 دقائق، محطات من الجيل الجديد بطاقة استيعابية بالملايين، ربط مباشر بالمطار والملعب الكبير، وتكامل مع الترامواي والحافلات… ببساطة، منظومة نقل حضارية تليق بدولة مقبلة على تنظيم كأس العالم 2030.

هذا الاستثمار الضخم ليس حجر وإسمنت، بل سياسة عمومية تحمل توقيع الملك، وتختصر جوهر مشروعه منذ اعتلائه العرش: جعل المغرب بلداً متقدماً يربط بين الحداثة والأصالة. من محطة “الدار البيضاء-الجنوب” إلى مصنع “هيونداي روتيم” المزمع إنشاؤه بالمغرب لتصنيع القطارات، نحن أمام اقتصاد وطني يتأهب ليصبح منصة صناعية إفريقية في السكك الحديدية، كما أصبح اليوم منصة في صناعة السيارات والطائرات.

فمنذ سنوات، والملك يصر على أن التنمية ليست شعاراً انتخابياً، بل أوراش مستمرة لا تتوقف. اليوم، وهو يربط مشاريع النقل السككي بالتنمية المستدامة وحماية البيئة، فإنه يضع المغرب في مصاف الدول التي تراهن على تنقل جماعي منخفض الكربون، ويؤكد مرة أخرى أن الرؤية الملكية تسبق زمنها، وتستبق تحديات المستقبل.

في المقابل، ما زالت السياسة الحزبية غارقة في مشاحناتها الصغيرة، وما زالت بعض النخب تتصارع حول المقاعد والامتيازات. هنا يظهر الفرق: الملك يخطط لمغرب 2030 وما بعده، فيما جزء من الطبقة السياسية ما زال يشتغل بمنطق الأمس.

إن ما تحقق اليوم بالدار البيضاء ليس انتصاراً تقنياً فقط، بل هو انتصار لثقة الملك في قدرة المغاربة على صناعة المستقبل. إنه انتصار لـ”تمغربيت” كهوية جامعة، ترى في التنمية خياراً سيادياً وفي البنية التحتية جسراً للعدالة المجالية. حين يركب المواطن المغربي قطاراً حضرياً نظيفاً وسريعاً ومنخفض التكلفة، سيشعر أن كرامته تُصان، وأنه جزء من مشروع وطني أكبر من كل الخلافات الحزبية والسياسية.

بهذه المشاريع، يكتب الملك محمد السادس فصلاً جديداً في كتاب التنمية المغربية. فالمغرب الذي يشق سككه نحو المستقبل، هو ذاته المغرب الذي يرفع صوته في إفريقيا والعالم، بثقة وسيادة وصلابة، ليقول: نحن هنا، نبني دولتنا بعرق جبيننا، ونؤسس لغدٍ أفضل لأبنائنا. هذا هو الانتصار الحقيقي، وهذا هو الدرس الذي يجب أن تلتقطه النخب الحزبية والإدارية: لا تنمية بلا رؤية، ولا مستقبل بلا قيادة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق