الصحافة _ وكالات
اختارت المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام التي اتهمت المغرب منذ شهور باستخدام برنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس” الصمت، بعد كشف فضيحة وجود عقود تربط الشركة الإسرائيلية المصنعة لهذا البرنامج مع 22 دولة أوروبية، حيث لم يصدر عنها أي تعليق لحد الآن.
وتفاجأ نواب أوروبيين زاروا مؤخرا إسرائيل للتحقيق مع الشركة الإسرائيلية المصنعة لبرنامج التجسس “بيغاسوس”، بأن الشركة لها عقود نشطة مع 22 منظمة أمنية وتنفيذية بـ12 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 27 بلدا.
وكشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، أن أعضاء لجنة التحقيق التي شكلها البرلمان الأوروبي للتحقيق بخصوص برنامج التجسس “بيغاسوس”، ضمنهم برلماني كتالوني اخترق هاتفه، قد علموا مؤخرا من موظفي شركة NSO أن الشركة تعمل مع 22 منظمة أمنية وتنفيذية بـ12 دولة أوروبية.
في هذا الإطار، قال البرلماني والوزير الأسبق، لحسن حداد، إن النواب الأوروبيين سيواجهون أثناء عودتهم من العطلة الصيفية “قنبلة”، بعد الكشف على أن ما لا يقل عن 22 دولة أوروبية تستخدم “بيغاسوس” للتجسس.
وأضاف حداد ضمن مقال رأي نشرته صحيفة “أتلايار” الإسبانية، أنه يأمل أن يقوم نفس النواب بدعوة وسائل الإعلام الأوروبية ومحاسبتها على اتهام دول مثل المغرب بالتجسس على أوروبا دون دليل واحد.
وبحسب وزير السياحة الأسبق، فإن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو صمت وسائل إعلام من قبيل “لوموند” وإل باييس”، وصحف ومنظمات أخرى اتهمت المغرب إلى جانب دول أخرى غير أوروبية، يوليوز 2021، باستخدام برنامج التجسس لاختراق هواتف مسؤولين كبار، كالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، إضافة إلى صحافيين فرنسيين وإسبان.
وأردف حداد، أن “فوربيدن ستوريز”، و”أمنستي” التي كانت وراء الاتهامات الموجهة للمغرب ودول أخرى بالتجسس، “تنظر في الاتجاه الآخر”، مبرزا أن صمتها يكشف أن اتهاماتها للمغرب “كانت له دوافع سياسية”.
وزاد، أن الأخبار التي أوردتها صحيفة “هآرتس”، لم تلفت انتباه “لوموند” و”إل باييس”، نفس الشيء بالنسبة لـ”أمنستي”، كما لم تقم “فوربيدن ستوريز” بتحديث موجزها الإخباري بموقعها على الانترنيت، مضيفا أن “هآرتس” كشفت زيف القصة القائلة القائلة بان الأنظمة القمعية هي التي تستخدم برنامج “بيغاسوس” للتجسس على السياسيين والصحفيين في الديمقراطيات الأوروبية”.
وكانت “هآرتس”، قد أشارت إلى النواب الأوروبيين أرادوا خلال زيارتهم لإسرائيل معرفة هوية عملاء برنامج “بيغاسوس” في أوروبا في الوقت الحالي، فاكتشفوا أن معظم دول الاتحاد الأوروبي لديها عقود مع الشركة الإسرائيلية المصنعة للبرنامج.
وأكد موظفو الـNSO، في ردهم على أسئلة أعضاء لجنة التحقيق الأوروبية، أن 14 دولة كانت تجمعها عقود مع الشركة الإسرائيلية، غير أن 12 دولة فقط لازالت تستخدم برنامج “بيغاسوس” لاختراق الهواتف والتصنت على المكالمات.
وردا على أسئلة النواب، أيضا، قالت موظفي الشركة الإسرائيلية، إن 22 منظمة أمنية واستخباراتية في 12 دولة أوروبية تستخدم “بيغاسوس”، مشيرين إلى أن عقود الشركة لا تكون مع الدولة بل مع المنظمة المشغلة للبرنامج.
المصدر: العمق