مأساة على حدود الأمل.. أمّ مغربية تعبر البحر نحو سبتة حاملة طفلها بين الأمواج

13 أكتوبر 2025
مأساة على حدود الأمل.. أمّ مغربية تعبر البحر نحو سبتة حاملة طفلها بين الأمواج

الصحافة _ كندا

شهدت مدينة سبتة المحتلة، صباح أمس الأحد 12 أكتوبر 2025، مشهدًا إنسانيًا يهزّ الضمير قبل العين.

سيدة مغربية، تحمل طفلها الصغير الذي لا يتجاوز العاشرة من عمره، قرّرت أن تخوض مغامرة البحر سباحة نحو الضفة الأخرى، بحثًا عن خلاصٍ يبدو بعيدًا في البرّ كما في الموج.

وفق ما أوردته الصحافة المحلية بسبتة، فقد وصلت الأم وطفلها إلى شاطئ “التراخال” بمساعدة طوق سباحة بسيط، بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، في وقت كانت فيه عناصر الحرس المدني الإسباني تتابع حركتهما عن بُعد وتُوجّههما نحو نقطة آمنة على الشاطئ.
وعند بلوغهما اليابسة، سارع عدد من المارة إلى تقديم المساعدة، فيما قدّم أحد المواطنين كوب ماء للطفل المنهك، قبل أن تتولى فرق الإنقاذ الإسبانية إسعافهما ونقلهما إلى مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين (CETI).

السلطات الإسبانية، وبالتنسيق مع دائرة شؤون القُصّر، فعّلت بروتوكولات الحماية الخاصة، حيث خضع الاثنان لفحوصات طبية في مستشفى المدينة، ثم نُقلا إلى مركز إيواء مخصص للأمهات والأطفال.
كما جرى إدراج الطفل ضمن برنامج الإدماج اللغوي الذي يُتيح له متابعة دراسته في إحدى المدارس المحلية، تطبيقاً لما تنص عليه القوانين الإسبانية المتعلقة بـ“مصلحة الطفل الفضلى”.

ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد تكررت خلال الأسابيع الماضية مشاهد مشابهة، لعائلات مغربية تخاطر بأرواحها لعبور البحر نحو الثغر المحتل.
غير أن صورة أمّ تسبح في الظلام، تمسك بطفلها بكل ما تبقى من قوة وأمل، تختزل مأساة مجتمعٍ باتت فيه الأمواج أرحم من الانتظار، والحدود آخر خيار قبل اليأس.

هذه الواقعة المؤلمة تُعيد إلى الواجهة سؤالاً قديماً يتجدّد كل مرة:
ما الذي يدفع أمهات مغربيات إلى مواجهة الموج والموت، سوى الإحساس بانسداد الأفق وانكسار الحلم؟
إنها ليست فقط قصة لجوء جديدة، بل جرس إنذار اجتماعي صاخب، يدعو لإعادة النظر في السياسات التنموية والاجتماعية التي ما زالت تعجز عن حماية الأسر الهشة من خيار الرحيل في الصمت… نحو المجهول.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق