ليلى بنعلي… صوت السيادة الطاقية وعقل الدولة الهادئ

31 يوليو 2025
ليلى بنعلي… صوت السيادة الطاقية وعقل الدولة الهادئ

بقلم: عبد الله بوكرين

في زمن التحولات الكبرى التي يعرفها العالم في ميدان الطاقة والبيئة، لا تكفي الخطابات التجميلية ولا المناورات اللفظية. بل تُقاس الدول بكفاءاتها، وتُبنى الثقة بمؤسساتها من خلال وضوح الرؤية وصلابة من يتحمّلون مسؤولية القرار. وهنا تبرز ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، كإحدى الشخصيات الحكومية التي اختارت أن تشتغل بصمت وفعالية، دون ضجيج، ودون مجازفة.

الوزيرة التي دخلت معترك المسؤولية من باب الجدية والكفاءة، أعادت إلى المشهد الوزاري هيبة الخطاب المؤسساتي المبني على المعطى العلمي والتحليل الواقعي، في ملفات بالغة التعقيد والحساسية. لم تركن إلى الشعبوية، ولم تلهث خلف الإثارة، بل حملت حقيبتها بثبات، ووضعت نصب أعينها تحديات المرحلة: ضمان أمن الطاقة والماء، وتعزيز تموقع المغرب داخل المعادلات الدولية الجديدة.

ما يُحسب للوزيرة بنعلي، ليس فقط أنها تتقن لغة الأرقام والاستراتيجيات، بل لأنها تعرف متى تتكلم ومتى تشتغل. وشتّان بين من يتكلم فقط، ومن يشتغل ويتكلم بلغة الإنجاز. لقد حوّلت وزارة الطاقة، التي كانت تُختزل سابقًا في محطات وفواتير، إلى رافعة سيادية تمسك بخيوط المستقبل: الهيدروجين الأخضر، تحلية المياه، خطوط الغاز، الاستثمارات الكبرى، والعدالة الطاقية.

لكن الأهم، أن ليلى بنعلي لا تُقدم نفسها كبديل للدولة، بل كمكوّن منسجم داخلها، ومؤمنة عميقًا بأن التغيير لا يكون إلا من داخل المؤسسات وبالاستناد إلى التوجيهات الملكية السامية. لا تصطدم، ولا تُناور، بل تتفاعل، وتناقش، وتقدّم الأجوبة بتأنٍ ومسؤولية. وهذا ما يمنح لعملها بعدًا مؤسساتيًا نادرًا، ويعكس نضجًا سياسيًا قلّ نظيره في زمن السرعة.

إن النجاح الذي راكمته بنعلي، لا يعني أنها فوق النقد، ولا أن وزارتها بمنأى عن التحديات. لكنها تملك ميزة فريدة: الاعتراف بالاختلال، والجرأة في المعالجة، والقدرة على صياغة حلول من صلب الواقع المغربي، لا عبر استنساخ وصفات دولية قد لا تُناسب السياق.

وبين من يبحث عن العناوين ومن يشتغل على الأثر، اختارت بنعلي أن تنتمي إلى المغرب الصبور، المغرب الذي يُخطط لعقود، لا للكاميرات.

هي ليست فقط وزيرة، بل نموذج لمسؤولة تشتغل في ظل الدولة، لا خارجها. تنسج خيوط الأمن الطاقي للمغرب بأدوات العقل والإيمان بقدرة الوطن على امتلاك مستقبله بيده. ومن هنا، تكتسب التجربة التي تقودها كل الاحترام، وكل التقدير.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق