الصحافة _ الرباط
تستمر عدد من الأحزاب القومية المتطرفة بإسبانيا في ممارسة عقيدة العداء تجاه المغرب، عبر مواقف عنصرية وعدائية، تعبّر عنها خلال كل مناسبة أو دونها، سعياً وراء ملء حقينتها الإنتخابية.
وزادت حدة خطاب الكراهية من الأحزاب المتطرفة بإسبانيا، وخصوصاً بسبتة ومليلية المحتلتين خلال الأشهر الماضية، مع إعلان المغرب محاربة التهريب عبر إغلاق الحدود البرية معهما، ومع مراكمة الدبلوماسية المغربية الانتصار تلو الآخر في تدبيرها لقضية الصحراء.
الخبير في العلاقات الدولية، عبد الفتاح الفاتحي، اعتبر أنّ هذه الأحزاب الراديكالية، تترجم أي مطالب شرعية مغربية لإقامة علاقات طبيعية بين البلدين إلى سبب وجيه لإثارة أزمة، مشيراً أن حزب “فوكس”، استغل إعلان المغرب محاربة التهريب، لإصدار تصريحات في غاية التطرف، بالإضافة إلى ممارسات وسلوكات احتقارية تجاه ساكنة المدينتين المسلمين من أصل مغربي.
وأوضح الفاتحي، أنّ هذه المواقف تبقى مستدامة، تجاه المملكة المغربية كلما حصلت هناك مطالب موضوعية للمغرب تتعلق بتجويد العلاقة البينية لتصل إلى مستوى الندية وتحقيق التوزان والعدالة في طبيعة العلاقات بين المملكة والبلد الايبيري.
وتابع المتحدث: “وحيث إن التطرف والمغلاة الدينية، هي التي تطبع عقيدة بعض الأحزاب كحزب فوكس، فإنّها تجد في أي مطالب مغربية لقيامة شراكة ممتزنة وندية أمرا مستحيلا، بالنظر إلى حجم اسبانيا ونفوذها. ويعملون على تبخيس هذه المطالب بالركوب على إثارة أزمات انطلاقا من المزايدة السياسية على ملف سيادة المغرب على الصحراء وترسيم الحدود البحرية ومستقبل مدينتي سبتة ومليلية.
عمل بعض الأحزاب على تغذية الخلافات بين المغرب وإسبانيا، يؤكد المتحدث على أنّه يعطّل صوت العقل والمصلحة التي تفرض على البلدين الدخول في مفاوضات ندية وعلاقات متوازنة لتعزيز علاقاتهما التعاونية على أسس سليمة.
وأضاف أن محاولة مثل هذه الأحزاب زيادة شحنات عنصرية كلما رفع المغرب مطالب لتوضيح مغربية مواقف إسبانية، بخصوص عدد من الملفات الشائكة بين البلدين خيار لا رجعة فيه، لافتاً بأن المغرب لن يتراجع أمام هذه الأصوات التي تعاكس المصلحة العامة، نحو بناء علاقات متزنة ومستدامة قوامها الحوار والندية بين البلدين.