الصحافة _ جمال اسطيفي*
حتى لو قال رئيس جامعة كرة القدم، فوزي لقجع، في ندوة تقديم وحيد خاليلوزيتش مدربا للمنتخب الوطني إن راتبه هو 80 مليون سنتيم، فلا تصدقوا الأمر، لأن العملية بكل بساطة محاولة للالتفاف على الأرقام الفلكية التي يتقاضاها مدربو المنتخبات الوطنية، وأصبحت تستفز المغاربة.
لقد كان وحيد يتقاضى، وهو مدرب لنانت الفرنسي، راتبا يصل إلى 150 مليون سنتيم شهريا، أي أنه كان في المركز الخامس بين مدربي الدوري الفرنسي، ولا يمكن لهذا المدرب أن يقبل تخفيض راتبه إلى النصف، ليدرب المنتخب الوطني.
صحيح أن تدريب منتخب وطني مقارنة مع ناد هو أشبه بالنزهة، لكن وحيد لا يمكن أن يتنازل إلى هذا الحد.
جامعتنا الموقرة أصبحت لديها الخبرة الكافية للتعامل مع الوضع، ولذلك، فإن خبراءها، ومن أجل تخفيف صدمة راتب المدرب، لجأوا إلى تخصيص منحة توقيع دسمة له، تضاف إلى الشرط الجزائي الذي حصل عليه فريق نانت، والبالغة قيمته مليار و500 مليون سنتيم، علما أن هناك من يحصل على منح كل ثلاثة أشهر، أما الحوافز والامتيازات فتلك قصة أخرى فيها تفاصيل صادمة.
في المحصلة النهائية سيكون ما سيحصل عليه خاليلوزيتش قريبا من 150 مليون سنتيم؛ لذلك، لا تصدقوا أرقام الجامعة، فهي تشبه استقالة رونار التي قيل إنها غير صحيحة، وتشبه مسرحية المفاوضات السخيفة مع عدد من المدربين، رغم أن الاختيار كان قد حسم.
لا تصدقوا الجامعة، فقد هدمت جسور الثقة، ولم تتبق إلا البروباغندا وعدم احترام المتتبعين والرأي العام، والبحث عن ربح الوقت، في تسيير الخاسر الأكبر فيه، وهم دافعو الضرائب.
* صحفي بجريدة المساء