الصحافة _ كندا
دخل ملف أسعار الأدوية مرحلة جديدة من التصعيد بعد إعلان فوزي لقجع، الوزير المكلف بالميزانية، عن فتح تحقيق رسمي تقوده إدارة الجمارك والمديرية العامة للأدوية، بهدف تفكيك ما وصفه بـ “التلاعب” الذي تقوم به شركات نافذة في قطاع الدواء، عبر تضخيم الأسعار بعد الاستيراد رغم استفادتها من إعفاءات ضريبية سخية.
هذا التحرك يأتي مباشرة بعد العاصفة التي فجرها عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، في جلسة مناقشة مشروع قانون المالية، حين اتهم شركات أدوية – بعضها مرتبط بمسؤولين حكوميين – بتحقيق أرباح “خيالية تجاوزت 1157%”، على حساب المرضى وعلى حساب خزينة الدولة.
لقجع، الذي بدا غاضباً في جلسة البرلمان، أكد أن وزارة المالية أعطت تعليمات صارمة لـ الكشف عن جدول الاستيراد والتصنيع، وتحديد التكلفة الفعلية، ومقارنة الأسعار عند الباب الجمركي والسوق الداخلية، مضيفاً:
“إذا ثبت وجود تلاعب أو تشريع على المقاس، فالحكومة ستسحب النص فوراً وتعتذر للبرلمان وللمغاربة”.
بوانو بدوره صعّد لهجته، متهماً وزارة الصحة بـ منح صفقة استيراد مادة “KCL” الحيوية لوزير داخل الحكومة، معتبراً الأمر تضارباً صارخاً للمصالح، وكاشفاً أن الدواء جرى استيراده من الصين، ووصل المستشفيات دون أن يتمكن المهنيون من قراءة تعليماته، ما أدى إلى سحبه.
كما فضح ممارسات خطيرة داخل بعض المصحات الخاصة، التي تقتني دواء سرطان بسعر 600 إلى 800 درهم، ثم تعيد فوترته بـ 4000 درهم، بل وتوزعه على مصحات أخرى بنفس السعر، محققة أرباحاً ضخمة “تصل إلى 40 مليون درهم في أسابيع قليلة”.
وبينما اكتفت وزارة الصحة ببلاغ مقتضب يؤكد أن “التراخيص الاستثنائية منحت وفق شروط صارمة ودون احتكار”، لم تتطرق إلى الجزء الأكثر حساسية في تصريحات بوانو: استفادة وزير من الصفقة، وهو ما زاد من حدة الجدل.
التحقيقات التي فتحتها الجمارك والمديرية العامة للأدوية قد تكون، وفق المراقبين، مقدمة لتحولات كبرى في قطاع الأدوية، وربما بداية تفكيك شبكة قوية تشتغل في الظل وتتحكم في الأسعار، وتستفيد من إعفاءات دون أن يلمس المواطن أي انخفاض في ثمن العلاج.
وبين اتهامات المعارضة وتشديد لقجع على “إسقاط أي تشريع مشبوه”، يبدو أن قضية الأدوية ستتحول إلى أحد أكثر الملفات انفجاراً خلال مناقشة قانون المالية، في قطاع يعرف حساسية اجتماعية وسياسية قصوى.
الساعات المقبلة قد تحمل الكثير… والقطاع يتحسس ارتدادات زلزال يقترب من مركز نفوذ قوي ظل محمياً لسنوات.






![{"remix_data":[],"remix_entry_point":"challenges","source_tags":["local"],"origin":"unknown","total_draw_time":0,"total_draw_actions":0,"layers_used":0,"brushes_used":0,"photos_added":0,"total_editor_actions":{},"tools_used":{},"is_sticker":false,"edited_since_last_sticker_save":false,"containsFTESticker":false}](https://i0.wp.com/assahafa.com/wp-content/uploads/2025/11/IMG_6427.jpeg?fit=230%2C129&ssl=1)






