لشكر يُشعل الغضب.. انتقاده للمقاومة يُفجّر عاصفة تضامن مع غزة

28 مارس 2025
لشكر يُشعل الغضب.. انتقاده للمقاومة يُفجّر عاصفة تضامن مع غزة

الصحافة _ كندا

أثار إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عاصفة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وصف عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها حركة حماس ضد الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، بأنها “نكسة خطيرة”، محمّلًا مسؤوليتها لقيادة الحركة التي، بحسب قوله، تصرفت بمعزل عن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير. تصريحات أثارت موجة من الانتقادات الواسعة، اعتُبرت من طرف عدد من النشطاء والمثقفين والسياسيين تنكّرا واضحا لخيار المقاومة، وانحيازاً صريحاً للغة الإدانة الغربية الجاهزة.

لشكر أبدى تعاطفاً مع الشعب الفلسطيني باعتباره “الضحية الكبرى في المنطقة”، لكنه في المقابل اعتبر أن ما يحدث في غزة من دمار هو نتيجة قرارات حركة حماس. هذه المقاربة أغضبت عدداً من الأصوات المغربية البارزة، التي رأت في كلامه تبنياً لرواية المحتل ومحاولة لتبرئة المجرم وإدانة الضحية. الأستاذة الجامعية والناشطة الحقوقية لطيفة البوحسيني كتبت بغضب عن ما وصفته بـ”التنكيل بالمقاومة”، مشددة على أن تحميل حماس مسؤولية الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في حق أهل غزة، يُعد تزويراً للحقيقة وتزييفاً لوقائع تاريخية وسياسية لا يمكن القفز عليها.

الصحافية حنان باكور اختارت الرد بلغة ساخرة، متسائلة عمّا إذا كان لشكر سيقبل أن يطرده أحد من فيلته في تجزئة الزاهية، التي حصل عليها بثمن رمزي، ثم يُطلب منه أن يتفاوض مع من سلبه بيته. تساؤلات عكست الغضب الشعبي من رمزية التصريح، وربما من سياق سياسي أوسع، يُتهم فيه عدد من النخب بالتحول إلى أبواق لتبرير اللاموقف.

بدورها، لم تفوّت القيادية في حزب العدالة والتنمية أمينة ماء العينين الفرصة لتسليط الضوء على ما وصفته بـ”الانكشاف الأخلاقي والسياسي” لبعض النخب، مؤكدة أن ما يحدث اليوم يفرز بشكل واضح من يقف إلى جانب الحق، ومن يتموقع في خانة التبرير والمهادنة.

أما الصحافي مصطفى الفن، فاختار لهجة تحليلية أكثر، مؤكداً أن انتقاد حماس أمر مشروع في السياق السياسي، لكنه استنكر بشدة الصمت المريب الذي لازم تصريحات لشكر تجاه الجرائم الإسرائيلية، معتبراً أن الهجوم على المقاومة، في ظل مجازر الاحتلال، يعكس اختلالاً أخلاقياً خطيراً لا يليق برمز سياسي يُفترض أن يحمل إرث شخصيات كعبد الرحيم بوعبيد وعمر بنجلون.

لم تكن ردود الفعل مجرد غضب عابر على تصريح سياسي، بل بدت وكأنها محاكمة رمزية لجزء من النخبة السياسية التي اختارت الاصطفاف مع “الواقعية السياسية”، ولو على حساب المبادئ التاريخية للموقف المغربي الشعبي من القضية الفلسطينية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق