لشكر ينسحب بهدوء من قيادة الاتحاد الاشتراكي ويُشعل صراعات الخلافة داخل الحزب

13 مايو 2025
لشكر ينسحب بهدوء من قيادة الاتحاد الاشتراكي ويُشعل صراعات الخلافة داخل الحزب

الصحافة _ كندا

يعيش حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هذه الأيام، على إيقاع تحركات مكثفة لتهيئة الأجواء لعقد مؤتمره الوطني المقبل، في ظل أجواء مشحونة تسود بين مكونات القيادة، وتزايد الصراع حول مرحلة ما بعد إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، الذي بات، بحسب معطيات حصلت عليها جريدة الصحافة الإلكترونية، يُهيئ خروجه السياسي من الباب الخلفي، دون ضجيج، ودون رغبة في فرض “الخلف المفضل”.

مصادر حزبية متطابقة أكدت لجريدة الصحافة الإلكترونية أن إدريس لشكر عبّر، في لقاءات مغلقة مع عدد من أعضاء المكتب السياسي المقرّبين منه، عن نيته عدم الترشح لقيادة الحزب مجددًا، مؤكداً في الآن ذاته أنه لا ينوي الدفع بأي من أبنائه أو أفراد عائلته لخلافته، كما راج في بعض الأوساط الحزبية والإعلامية.

قرار لشكر، وإن بدا للبعض انسحابًا طبيعياً بعد ولايتين مثيرتين للجدل، إلا أنه يُثير في العمق ارتباكًا داخل “دار الوردة”، حيث لا تبدو معالم مرحلة ما بعد لشكر واضحة، في ظل غياب توافق حقيقي حول شخصية جامعة، وقادرة على استعادة وهج الحزب الذي تراجع إشعاعه السياسي والتنظيمي بشكل لافت خلال العقد الأخير.

في الكواليس، تتعدد السيناريوهات، وتتباين الطموحات. فبين من يرى في الخروج الوشيك للكاتب الأول فرصة لبعث نفس جديد في الحزب، ومن يتوجّس من أن يكون ذلك مجرد تمهيد لتكريس زعامة بالوكالة، تنقسم مكونات الحزب بين تيارات مصلحية وشخصيات تنتظر لحظة الحسم لفرض موقعها في المشهد الداخلي، ولو على حساب وحدة التنظيم.

ويأتي هذا السياق الداخلي المعقد في لحظة سياسية دقيقة تمر بها البلاد، حيث تقترب الاستحقاقات الوطنية المقبلة، وعلى رأسها الانتخابات التشريعية لسنة 2026، ما يجعل مستقبل الحزب رهيناً بقدرته على ترتيب بيته الداخلي، واستعادة صدقيته لدى الرأي العام، لا سيما في أوساط النخب التقدمية والشبابية التي ظلت تشكل قاعدته التقليدية.

من جهته، يُدرك لشكر أن ورقة خروجه من القيادة ستكون محط أنظار المتربصين والطامحين على حد سواء، لذلك حرص على ضبط إيقاع هذا الخروج، والتحكم في مساراته من الخلف، بما يُجنّب الحزب انفجاراً تنظيمياً، أو انقساماً قد يُفقده مكانه داخل المشهد السياسي المغربي، خاصة في ظل صعود أحزاب أخرى تحاول ملء الفراغ الإيديولوجي الذي خلفه تراجع الاتحاد.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق