الصحافة _ كندا
يسابق حزب الأصالة والمعاصرة الزمن لإعادة ترتيب صفوفه الميدانية في أفق الانتخابات المقبلة، في محاولة منه لاستعادة بعض معاقله التي تراجع فيها نفوذه، وعلى رأسها بلدية إيموزار كندر. وفي قلب هذا المسعى، يطفو اسم البطل العالمي السابق في رياضة الفول كونتاكت، مصطفى لخصم، باعتباره أحد رهانات الحزب الكبرى لاستعادة التوازن السياسي بجهة فاس – مكناس.
مصادر متطابقة أكدت أن لخصم حسم عودته إلى “الجرار” بعد فترة من الفتور السياسي، أعقبت تجربة متوترة مع حزب الحركة الشعبية، الذي حمل اسمه في انتخابات 2021 وصعد من خلاله لرئاسة جماعة إيموزار كندر. لكن سرعان ما انهارت هذه العلاقة، على خلفية ما اعتبره لخصم “تخليًا تامًا عنه في لحظات حاسمة”، خاصة خلال أزمته القضائية مع عامل إقليم صفرو، واحتدام الضغط من المعارضة المحلية.
ويبدو أن حزب الأصالة والمعاصرة يسعى من خلال عودة لخصم إلى ترميم جبهته الانتخابية، ليس فقط عبر الهياكل، ولكن من خلال ما تمثله شخصية لخصم من رمزية جماهيرية وجرأة خطابية. إذ بات لخصم يحظى بمتابعة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، ويتميز بخطاب مباشر يخاطب فئات واسعة من الشباب وشرائح الطبقة الوسطى.
وقد عقدت قيادة “البام” اجتماعات متتالية مع لخصم خلال الأسابيع الماضية، قصد بلورة خطة عمل سياسية وإعلامية واضحة، تشمل احتمال ترشحه من جديد في الانتخابات الجماعية بإيموزار، أو خوض غمار التشريعيات المقبلة بإحدى دوائر جهة فاس مكناس.
ولم يُخف لخصم، في محيطه الضيق، شعوره بخيبة أمل من تجربة الحركة الشعبية، التي قال إنها “خذلته سياسياً في وقت الشدة”، مشيراً إلى أن غياب الدعم المؤسساتي والسياسي كان حاسماً في قراره بالعودة إلى صفوف “البام”.
وتعيد هذه التطورات الجدل حول ظاهرة “الترحال السياسي” التي تطبع الحياة الحزبية بالمغرب، والتي يفسرها البعض بضعف الديمقراطية الداخلية في التنظيمات، في حين يراها آخرون براغماتية سياسية تمليها توازنات الميدان.
