الصحافة _ كندا
شهد الشريط الساحلي بين مدينتي الفنيدق وسبتة المحتلة واحدة من أكثر الليالي توتراً هذا الصيف، بعدما سجلت الأجهزة الأمنية قرابة 300 محاولة للهجرة السرية في ظروف مناخية صعبة، تميزت بضباب كثيف حجب الرؤية بشكل شبه كامل.
ووفق معطيات إعلامية من سبتة، ألقى العشرات من الشبان، بينهم قاصرون وفتيات، بأنفسهم في البحر مستعينين بوسائل بدائية للطفو، في محاولة لبلوغ الضفة الأخرى. بعضهم تمكن من الوصول فعلاً إلى السواحل الإسبانية، قبل أن تعترضهم قوات الحرس المدني الإسباني والبحرية الملكية المغربية.
التقارير ذاتها أشارت إلى أن قوات الإنقاذ الإسبانية عاشت ساعات طويلة من الاستنفار لإنقاذ المهاجرين وسط ضباب خانق صعّب عمليات التدخل والمراقبة، فيما تحدثت المصادر عن ضغط غير مسبوق على الأجهزة الأمنية والإغاثية في المدينة المحتلة.
وفي الجانب المغربي، قام المفتش العام للقوات المساعدة – شطر الشمال – بجولة ميدانية بالفنيدق وضواحيها للوقوف على جاهزية الوحدات المكلفة بحراسة الحدود البحرية.
لكن هذه المحاولات الجماعية لم تمر دون مآسي؛ فقد عُثر، في الساعات الأولى من صباح الخميس، على جثة شاب تطواني (20 سنة) بعدما جرفته الأمواج خلال محاولته السباحة نحو سبتة على متن عجلة مطاطية صغيرة، لتنتهي رحلته عالقاً في شباك بحرية.
وبحسب تقارير إسبانية، فقد شهد العام 2025 وحده أزيد من 19 وفاة لمهاجرين شباب حاولوا عبور هذا الممر البحري الخطير، كثير منهم ظلت جثثهم مطمورة في الأعماق لأسابيع.
وتشير التحقيقات إلى أن عمليات العبور يجري تنسيقها عبر مجموعات على تطبيق “واتساب”، حيث يتم استغلال ظروف الطقس الصعبة، خصوصاً الضباب الليلي، كغطاء لتنفيذ المحاولات.
وفي آخر التحركات الأمنية، نهاية يوليوز الماضي، أوقفت السلطات المغربية 156 مهاجراً غير نظامي بالفنيدق، من بينهم 24 جزائرياً و59 قاصراً، بينما سلم الحرس المدني الإسباني 12 آخرين للسلطات المغربية. كما شددت الداخلية إجراءاتها الاستباقية، من خلال منع وسائل النقل من الوصول إلى المناطق الحدودية وتفكيك التجمعات الشبابية قبل انطلاقها نحو البحر.
المشهد يعيد إلى الأذهان أحداث 30 شتنبر 2024، حين حاول أكثر من 1500 شخص – أغلبهم قاصرون – اقتحام السياج الحدودي مع سبتة، في واحدة من أكبر محاولات الهجرة الجماعية التي انتهت بتدخل أمني واسع النطاق وترحيل الموقوفين إلى مدن داخلية.