الصحافة _ سعيد بلخريبشيا
يعيش حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية على صفيح ساخن وغليان غير مسبوق، منذ إعلان التشكيلة الجديدة لحكومة سعد الدين العثماني، والتي لم يظفر فيها الحزب سوى بحقيبة يتيمة وفارغة ألا وهي وزارة العدل، والتي تولاها محمد بنعبد القادر الذي لا يجمعه بحزب عبد الرحيم بوعبيد بعدما كان قد تم طرده من طرف الكتابة الإقليمية للحزب بتطوان، سوى الحقيبة الوزارية التي حصل عليها من طرف “أولياء نعمته” بعدما كان قد غادره قبل سنوات مضت، وإرتمى في أحضان حزب الأصالة والمعاصرة، قبل أن يعود إليه بتوصية من وليٌ نعمته امحمد اخشيشن. ليكون بذلك حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية قد أضحى خارج الحكومة.
وكشف مصدر مطلع لجريدة “الصحافة” الإلكترونية، أن ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، غادر عشية يوم الأربعاء 09 أكتوبر الجاري، دقائق قليلة بعد إعلان التشكيلة الجديدة لحكومة سعد الدين العثماني، المقر المركزي للحزب، وأغلق هاتفه النقال، هاربا من كبار قياديي الحزب الذين إنهالوا عليه بسيل من الإتصالات الهاتفية الغاضبة من الإحتقار والإذلال الذي تعرض له الحزب، إذ أنهم أصيبوا بصدمة كبرى بالإبقاء على محمد بنعبد القادر ضمن الحكومة وتوليه حقيبة وزارة العدل، وإبعاده عبد الكريم بنعتيق بعدما أشهر في وجهه “فيتو” عدم الإستوزار.
وتعالت أصوات كبار قياديي حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية في مجموعات الحزب على تطبيق “واتساب”، مطالبة بضرورة الدعوة إلى عقد دورة إستثنائية للجنة المركزية من أجل إتخاذ قرار الإنسحاب من الحكومة، وإقالة الكاتب الأول للحزب والمكتب السياسي، والدعوة إلى عقد مؤتمر إستثنائي تُنتخب فيه قيادة جديدة لحزب “الوردة”.
واسغربوا كيف يتولى شخص تكوينه أدبي وغير ملم بما يدور في الجسم القضائ حقيبة وزارة العدل، وهو بعيد كل البعد عنه ولا علاقة له به، وأغلبية من سبقوه لهذا المنصب هم رجال قانون ومحامون يعرفون أزقة ودواليب المحاكم المغربية، فيما يتم إبعاد عبد الكريم بنعتيق الذي يُعتبر خسارة للحكومة والحزب.
واتهم بعض أعضاء المجلس الوطني لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، ادريس لشكر بالمشاركة في مؤامرة نهجتها جهات سياسية من أجل ذبح الحزب على أعتاب حكومة سعد الدين العثماني، وتبرؤوا من إستوزار محمد بنعبد القادر وزير للعدل ، مشددين على أن الحزب أضحى خارج الحكومة، وما عليه إلا إعلان إلتحاقه بصفوف المعارضة.
وأشار مصدر جريدة “الصحافة” الإلكترونية، إلى أن عدد من أعضاء المكتب السياسي لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، يجتمعون مساء اليوم الأربعاء 09 أكتوبر الجاري، بإحدى الفيلات بحي السيوسي بالرباط، من أجل وضع مخطط سياسي محكم، والشروع في جمع توقيعات أعضاء “برلمان الحزب” للإطاحة بالكاتب الأول للحزب ادريس لشكر ورئيس اللجنة الإدارية الحبيب المالكي الذي يحملونه مسؤولية كبيرة في ما آل إليه التنظيم الحزبي.
وستعرف الساعات المقبلة مفاجآت كبرى داخل البيت الإتحادي.