الصحافة _ وكالات
أعادت استقالة صلاح الدين مزوار من قيادة الاتحاد العام لمقاولات المغرب مؤخرا إلى الواجهة استقالة عدد من الرموز السياسية بالمغرب، لاسيما خلال السنوات الأخيرة، وهي الاستقالات التي تمت مباشرة بعد بلاغات شديدة اللهجة أصدرتها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي.
وهكذا، كان أحمد الريسوني رئيس حركة التوحيد والاصلاح فيما مضى، واحدا من الشخصيات السياسية التي وجدت نفسها مضطرة لتقديم استقالته من رئاسة حركة التوحيد والاصلاح عام 2003، بسبب تصريح مثير أغضب جهات في الدولة، وإحرج حزب العدالة والتنمية باعتبار أن الريسوني كان عضوا في المجلس الوطني للحزب، وباعتبار أن الحركة كانت دائما أساسيا في المشروع السياسي “للبيجيدي”.
وكان الريسوني قال في تصريح بالعربية تمت ترجمته من قبل صحافي إلى الفرنسية حول إنشاء مؤسسة للإفتاء تحت سلطة الملك أميرا للمؤمنين، يكون له وحده حق البت في اجتهاداتها والحسم فيها، وليس مؤسسة مستقلة عنه أو منافسة له كما فهم، أدت به إلى الاستقالة بعد تعرضه للضغط من قبل مؤسسات الدولة، كون هذا التصريح يسيء للملك محمد السادس.
وقال الريسوني فيما بعد أن ترجمة تصريحه إلى الفرنسية تم إخراجه من سياقه، مما جعله يقدم استقالته من رئاسة الحركة واستقر مؤقتا بالسعودية، بعدما تم تعيينه خبيرا بمجمع الفقه الإسلامي بجدة.
حميد شباط، عندما كان أمينا عاما لحزب الاستقلال، هو الآخر كلفة تصريح مثير حول الجارة الجنوبية للمغرب، موريتانيا، فشل شباط في تحقيق رهانين اثنين، الأول يتعلق بعدم النجاح في الحصول على منصب الأمين العام لولاية ثانية، والثاني فشل حزب الاستقلال من دخول حكومة العدالة والتنمية الثانية بينما كان قد اقترب كثيرا عندما شكل تحالفا مع عبد الاله بنكيران.
لكن تصريح خروج شباط في تصريح اعتبر فيه أن “موريتانيا أراضي تابعة للمغرب”، الأمر الذي أزعج سلطات موريتانيا، وأبلغت احتجاجها إلى المغرب وتسبب ذلك في أزمة ديبلوماسية.
وبسبب ذلك، وصفت وزارة الخارجية المغربية شباط بصفته الأمين العام لحزب “الاستقلال” بأنها “خطيرة وغير مسؤولة”، معلنة احترام المغرب لسيادة موريتانيا ووحدتها الترابية ورغبته في تعزيز العلاقات مع موريتانيا.
وقالت الوزارة في بيان رسمي أصدرته 26 دجنبر 2016، إنها “تابعت بقلق الجدل الذي أثارته التصريحات الخطيرة وغير المسؤولة للأمين العام لحزب (الاستقلال) بخصوص الحدود والوحدة الترابية للجمهورية الإسلامية الموريتانية”.
وأضافت الوزارة في بيانها، أنها “ترفض بقوة هذه التصريحات التي تضر بالعلاقات مع بلد جار وشقيق وتظهر عدم معرفة عميقة لتوجهات الدبلوماسية المغربية، التي خطها الملك والتي تعتمد على حسن الجوار والتضامن والتعاون مع موريتانيا الشقيقة”، وفق نص البيان.
وقبل بضعة أيام، اضطر صلاح الدين مزوار، هو الآخر إلى تقديم الاستقالة من مصنصبه كرئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وذلك على خلفية قوله في تصريح أثناء ندوة دولية عقدت بمراكش، ”اعتقد أنه يتعين علي التعليق على الوضع الداخلي بالجزائر..والاحتجاج يبعث الأمل في الجزائر والعسكر مدعوٌّ لتقاسم السلطة.
هذا التصريح اعتبرته وزارة الخارجية، في بلاغ لها ، متهور وأرعن، إذ قالت إن “حكومة صاحب الجلالة تشجب هذا التصرف غير المسؤول والأرعن والمتهور”.