بقلم: حسن شاكر
تمر الأيام ببطئ شديد في زمن فيروس كورونا و ترتفع معها درجات القلق والخوف …وترتفع درجة الترقب لعلاج في الأفق، وهو ما سيكون في الأخير، وسينتصر الإنسان من جديد على هذا الفيروس الطبيعي /الاصطناعي / المبرمج / المخدوم….
المهم انه سينضاف إلى لائحة الفيروسات والأمراض المعدية وإلى لائحة الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل والجفاف والتصحر و..و…التي عرفتها الإنسانية جمعاء…
لكن الذاكرة الجماعية سواء المغربية أو العالمية لن تنسى أبطالها في الخطوط الأمامية و نعني بهم كل رجالات الصحة والإسعاف والسلطات العمومية ورجال التعليم …وكذا كل المتبرعين بالأموال وكل المتبرعين بخبراتهم أو بفضاءات نحتاج إليها في الوقت الراهن…
وفي نفس الوقت فان الذاكرة الجماعية المغربية لن ترحم كل المتخاذلين من سياسيينا ونقابييا وإعلاميينا وفنانينا ورياضيينا، وكل من كان يأكل من طبق الريع، وكل من كان إلى يوم الأمس يتبجح بجرأته بفضح الفساد أو الريع و يتغنى بالدفاع عن الحقوق ويدعي صفات التضامن وحب الخير للآخرين…
فعندما نسمع أن بيرلوسكوني مثلا قد تبرع بعشرة ملايين أورو لفائدة مستشفيات جهة للمبادرين … فاني أتذكر كل سياسيين و كل الخالدين في كراسي البرلمان وعدم تبرعهم براتب شهري واحد على الأقل أو التخلي عن تقاعدهم لفائدة صندوق فيروس كورونا…
عندما نسمع أن أحد مالكي سلسلة متاجر كبيرة بإيطاليا …قـد تبرع هــو الآخر بمبلغ 10ملايين أورو …فإني أتذكر كل المقاولين وأصحاب الشركات الكبرى والمقالع ورخص الصيد في أعالي البحار…واستفادتهم على مدى سنوات طويلة من إعفاءات أو امتيازات ضريبية…
وعندما نسمع أن أحد مغنيي الراب آو مغنية إيطالية أو مدونة شهيرة …. قــد تبرعت بمبلغ يفوق مائة ألف أورو ..
فاني أتذكر كل رياضيينا الذين يوقعوها عقودًا خيالية مع إعفاءات ضريبية مهمة وغيرها من ” كريمات النقل “…
لا نطالب أن يكون التضامن مبلغا ماديا دائما ٬ بل التضامن بمعناه العام يعني المساهمة المادية أو بالخبرة أو بحملات التوعية…لأن في وقت الشدائد يعرف الوطني من غير الوطني ..فإما أن تكون مغربي أو لا تكون…..