في تقرير مرفوع إلى محمد السادس.. الشامي يكشف الفاتورة الثقيلة لأزمة كورونا ويوصي بمراجعة الاتفاقيات التجارية ودعم الصناعة الوطنية

3 نوفمبر 2020
في تقرير مرفوع إلى محمد السادس.. الشامي يكشف الفاتورة الثقيلة لأزمة كورونا ويوصي بمراجعة الاتفاقيات التجارية ودعم الصناعة الوطنية

الصحافة _ الرباط

كشف التقرير السنوي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، الذي رفعه رئيس المجلس، أحمد رضا الشامي، إلى الملك محمد السادس، عن الفاتورة الثقيلة التي خلفتها التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا. وأوصى المجلس بعدة اقتراحات لتجاوز الأزمة، وشدد على الطابـع الاسـتعجالي لوضـع خطـة للإنعـاش الاقتصـادي.

وأكد التقرير المنشور بالجريدة الرسمية، أن الأزمة أثرت بشكل كبير علـى الاقتصـاد والمجتمـع المغربـي، فعلـى الصعيـد الاقتصـادي تتجلـى خصوصيـة الأزمـة الصحيـة لـ«كوفيـد- 19» فـي تداعياتهـا التـي تتعلـق علـى حـد سـواء بالعـرض والطلـب، حيـث تشـير التوقعـات إلـى انكمـاش قـوي للناتـج الداخلـي الإجمالـي برسـم 2020، قـد تبلـغ نسـبته حسـب المندوبيـة السـامية للتخطيـط حوالـي 5.8 فــي المائة، وتباينــت التداعيــات الاقتصاديــة للأزمــة مــن قطــاع لآخــر، حيــث اضطــرت العديــد مــن المقــاولات إلى الإغــلاق النهائي أو المؤقــت. وكشف التقرير، أنه برسم شــهر أبريــل، صرحــت قرابــة 61 فــي المائة مــن المقــاولات المنخرطــة فــي الصنـدوق الوطنـي للضمـان الاجتماعـي بأنهـا تأثـرت بأزمـة «كوفيـد- 19».

وأوضح التقرير أن الأزمـة الصحيـة فاقمـت مـن الهشاشـة الاقتصاديـة، سـيما التوازنـات الخارجيـة الهشـة التـي ترتبـط بشـكل كبيـر بعائدات القطـاع السـياحي، وتحويـلات المغاربـة المقيميـن بالخـارج، والقـرارات الاسـتراتيجية لكبـار المسـتثمرين المسـتقرين بالمغـرب (قطـاع السـيارات) وكـذا كبـار الفاعليـن فـي ديناميـة الطلـب الخارجي، الذين ترتهن بهـم المقاولات الصغيـرة جـدا والصغـرى والمتوسـطة الوطنيـة فـي بعـض القطاعـات كالنسـيج والألبسـة.

كمـا أن محدوديـة هوامـش التدخـل علـى مسـتوى الميزانيـة، شـكلت أحـد عوامـل الهشاشـة التـي زادت حدتهـا خـلال الأزمـة الحاليـة، وهـو مـا دفـع المغـرب إلـى رفـع سـقف التمويـلات الخارجيـة، واللجـوء إلـى الاقتـراض مـن الخـارج.

وسجل التقرير تضرر ميزانية الدولة، فإلى غايـة أواخـر شـهر مـاي 2020، تفاقـم العجـز فـي الميزانيـة بنسـبة 31 فـي المائـة مقارنـة مـع الفتـرة ذاتهـا مـن سـنة 2019، ويصـل حجـم هـذا العجـز إلـى نسـبة 123.8 فـي المائة، باستثناء فائض صنـدوق تدبيـر جائحة «كوفيـد- 19»، ومـع نهايـة سـنة 2020، مـن المرتقـب أن يتفاقـم عجـز الميزانيـة بنسـبة قـد تصـل إلـى 7.4 فـي المائـة مـن الناتـج الداخلـي الإجمالـي، فيمـا سـيناهز معـدل الديـن الإجمالـي للخزينـة 74.4 فـي المائة مـن الناتـج الداخلـي الإجمالـي، فـي حيـن قـد يتجـاوز الديـن العمومـي الإجمالـي 90 فـي المائة مـن الناتـج الداخلـي الإجمالـي.

أما فـي مـا يتعلـق بالتداعيـات الاجتماعيـة، فقـد اتسـمت بحدتهـا علـى غـرار حجـم الصدمـة الناجمـة عـن الجائحـة، حيـث صـرح قرابـة 950.000 أجيـر فـي القطـاع المنظـم، عنـد متـم أبريـل الماضي، بأنهـم توقفـوا مؤقتـا عـن العمـل، كمـا تضـرر بشـكل أكبـر مـن الأزمـة الأشـخاص الذيـن يزاولـون الأنشـطة الأكثـر هشاشـة، سـيما العاملـون فـي القطـاع غيـر المنظـم والذيـن عانـوا مـن فقـدان الدخـل، إضافـة إلـى مواجهـة بعـض الأسـر لصعوبـات فـي الاسـتفادة مـن المسـاعدات المقدمـة للأسـر الفقيـرة، وذلـك رغـم الجهـود المبذولـة مـن لـدن السـلطات المعنيـة فـي هـذا المجـال.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق