بقلم: مصطفى الفن
لم يعد السيد عزيز أخنوش، الذي عينه الملك رئيسا للحكومة، يجمع بين السلطة والمال..
السيد عزيز أخنوش أصبح اليوم يجمع بين السلطة والمال والصحافة أيضا كسلطة رابعة..
ولو ان الصحافة هي في الأصل ليست سلطة رابعة ولا خامسة.
الصحافة هي سلطة مضادة لما عداها من السلط حتى لا تتغول هذه السلط الثلاث:
السلطة القضائية، السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية.
وليس سرا أن السيد أخنوش يكاد يصبح اليوم المشغل رقم واحد والناشر رقم واحد في عالم الصحافة والنشر..
وهذا الجمع بين السلط في شخص عزيز أخنوش لا يخلو من أخطار محتملة قد تهدد “البنيان” ومعه بنية النسق أيضا مع الوقت ومع تعاقب الليل والنهار..
لأنه ما معنى أن يصبح الجميع يردد بلسان السيد عزيز أخنوش بأن الحكومة الحالية جاءت ببرامج غير مسبوقة وبأفكار عميقة وبرؤية شاملة ستحل “تقريبا” كل مشاكل المغرب؟
وفعلا فقد تحول هذا الكلام ومثله إلى ما يشبه “الحقيقة” لدى فئات واسعة من المغاربة..
بل إن جزءا من المغاربة حصل عندهم ما يشبه “الاقتناع” بأن حكومة السيد عزيز أخنوش ستنقل البلد من وضعه الاقتصادي الحالي إلى وضع اقتصادي آخر أحسن قد نصبح معه “ربما” جزءا من أوربا..
وهذه كلها أوهام وأساطير وأضغاث أحلام في اليقظة ليس إلا..
لماذا؟
لأن المغرب أكبر من أن ينتظر إي شخص صغير لكي ينجز تنميته أو يحقق انتقاله في هذا المجال أو ذاك..
ثم علينا ألا ننسى أننا بلد نعيش بما هو أهم من “الاقتصاد” وهو العيش ب”البركة” ولو أن هذا المفهوم لا يدرس لطلبة الاقتصاد في الجامعات..
نحن لسنا بلدا غنيا لأننا لا نملك بيترولا ولا غازا ولا معادن نفيسة..
والواقع أننا لا نملك سوى إمكانيات مادية متواضعة جدا..
لكننا نملك ولو في حدود منسوبا مقدرا من مصداقية دولة ومصداقية مؤسسات دولة في شمال إفريقيا.
شخصيا أتمنى من حكومة السيد أخنوش أن تفعل شيئا واحدا لا ثاني له وهو أن تحافظ على هذا المستوى الحالي من العيش لدى المغاربة..
وهذا سيحسب لها لأن الحفاظ على هذا المستوى الحالي من العيش هو في حد ذاته إنجاز كبير وكاف بدون شك..
أما إذا نقل السيد أخنوش المغرب من حال إلى حال وحقق كل هذه الوعود الكبيرة وكل هذه الإصلاحات الثورية التي بشر بها في خطابه الانتخابي، فإننا لن نقول لسعادته “برافو” فقط.
بل سنقول له: “عاش عزيز أخنوش..”.
وفي المغرب لا نقول “عاش فلان” أو “عاش علان..”، وإنما نقول “عاش الملك..”.
بقي فقط أن أقول: إن أخطر أنواع البيع هو بيع الوهم.
لماذا؟
لأننا لا نملك سلم “ريشتر” جاهزا لنقيس به قوة “ردة الفعل” التي قد تصدر عن الذين صدقوا هذا الوهم من الناس..