فضيحة رقمية في المغرب.. اختراق “كٌلوفو” وشراكة حكومية في عزّ الأزمة!

17 أبريل 2025
فضيحة رقمية في المغرب.. اختراق “كٌلوفو” وشراكة حكومية في عزّ الأزمة!

الصحافة _ كندا

في تطور مثير يُنذر بفضيحة رقمية، كشف عدد من مستخدمي تطبيق “غلوفو” Glovo للتوصيل بالمغرب عن تعرضهم لاقتطاعات مالية مشبوهة من حساباتهم البنكية، رغم عدم قيامهم بأي عمليات طلب أو شراء، وهو ما يُرجح فرضية تعرض التطبيق لاختراق سيبراني واسع النطاق.

الاقتحام الرقمي الذي طال معطيات الزبائن المالية، كشف عنه الخبير في الأمن السيبراني حسن خرجوج، من خلال تدوينة على حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك”، أكد فيها أن الأمر “نتيجة طبيعية لتسريبات تمت عبر ما يُعرف بـ”الدارك ويب”، مشيراً إلى أن الهاكرز يعتمدون اقتطاعات صغيرة (5 إلى 20 درهماً) لتفادي إثارة الانتباه وضمان أكبر قدر من الربح بأقل مخاطرة.

خرجوج دعا زبناء “غلوفو” إلى إلغاء بطاقاتهم البنكية فوراً واستبدالها، مشدداً على أن الاستهداف الجزئي لا يعني الأمان، بل يُعتبر أول اختبار قبل المرور إلى سرقات أكبر. ويُجمع خبراء الأمن الرقمي على أن هذه الممارسات تُعد تكتيكاً كلاسيكياً في الهجمات منخفضة التكلفة التي تعتمد على التوسع الأفقي (عدد الضحايا) بدل الاختراق العميق.

لكن المثير في القضية، أن هذا الاختراق يتزامن بشكل غريب مع إعلان وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، اليوم الخميس، عن شراكة جديدة مع شركة “غلوفو”، ضمن فعاليات معرض “GITEX Africa”، لتكليفها بتنظيم فعالية “Med Startup Connect” المرتقبة في أكتوبر المقبل بالدار البيضاء.

الوزارة قدّمت هذه الشراكة على أنها خطوة استراتيجية للنهوض بالمنظومة الرقمية الوطنية، خاصة في أفق استعداد المغرب لتنظيم مونديال 2030، لكنها وجدت نفسها في مرمى التساؤلات حول جدوى التعاون مع شركة لم توضح حتى الآن تفاصيل هذا الاختراق، ولا مصير أموال المواطنين المقتطعة.

وتخشى فئات واسعة من المستخدمين أن تتحول التطبيقات المتداولة في السوق المغربي إلى ثغرات مفتوحة في الأمن الرقمي للمواطنين، خصوصاً في ظل تكرار موجة الهجمات الإلكترونية التي استهدفت عدداً من المواقع والمؤسسات العمومية مؤخراً، والتي تُتهم جهات جزائرية بالوقوف خلفها، بحسب عدد من التقارير الإعلامية والخبراء الأمنيين.

وفي هذا السياق، يُجمع المتخصصون على أن المغرب بات مطالباً أكثر من أي وقت مضى ببناء درع سيبراني قوي، قادر على حماية البنيات الرقمية، خاصة مع تنامي الاعتماد على التطبيقات والمنصات الإلكترونية في مختلف القطاعات، وتحوّل “الحرب الرقمية” إلى سلاح حقيقي قادر على زعزعة الاستقرار وإرباك المؤسسات من الداخل.

فهل تصدر “غلوفو” توضيحاً رسمياً يهدئ المخاوف؟ وهل تُراجع الوزارة موقفها من الشراكة بعد هذا الخلل؟
الأسئلة كثيرة، لكن المؤكد أن ثقة المواطن الرقمية على المحك.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق