الصحافة _ كندا
تعيش مخيمات تندوف حالة غليان غير مسبوقة بعد حادث اعتداء خطير طال الممرض مناه أحمد بزيد بابا حمو، في واقعة جديدة تُسلّط الضوء على ما يوصف داخل المخيمات بـ“تغوّل الأجهزة الأمنية التابعة لجبهة البوليساريو” وتزايد الانتهاكات في حق المدنيين والعاملين في القطاع الصحي.
وبحسب مصادر محلية، كان الممرض عائداً من مهمة إنسانية بعدما أشرف على علاج جدّته المريضة، قبل أن توقفه دورية تابعة لما يسمى “درك البوليساريو” بالقرب من منزله. ورغم امتثاله الكامل لعملية التفتيش، تقول المصادر إن عناصر الدورية اعتدت عليه بالضرب المبرح، ما أدى إلى فقدانه الوعي ونقله في حالة حرجة إلى المستشفى الجهوي بمخيم السمارة.
وعبّر مهنيون في القطاع الصحي داخل المخيمات عن صدمتهم من الوضعية التي وصل بها الممرض إلى المستشفى، مؤكدين أن الاعتداءات على الأطر الصحية لم تعد حوادث معزولة، بل تتكرر بين الحين والآخر دون أي محاسبة، في ظل “غياب تام لسيادة القانون”.
الحادث فجّر موجة غضب عارمة وسط سكان المخيمات، حيث وصف كثيرون ما حدث بأنه “إهانة ممنهجة” تستهدف كل من يشتغل في مهام إنسانية. كما تداول نشطاء بيانا شديد اللهجة ندّد بما وصفه بـ“الظلم الممارس على الصحراويين”، مؤكداً أن الاعتداء الأخير يعبّر عن واقع اختلالات أمنية عميقة تعيشها المخيمات منذ سنوات.
وطالب البيان بفتح تحقيق دولي مستقل في الواقعة، داعياً المنظمات الحقوقية إلى التدخل العاجل أمام “استفحال الإفلات من العقاب” الذي يشجع، بحسب الساكنة، على استمرار ممارسات القمع من طرف عناصر الدرك التابعة للجبهة.
الحادث أعاد إلى الواجهة النقاش حول الوضع الحقوقي داخل المخيمات، وحول تراجع ثقة الساكنة في الأجهزة الأمنية التي تتهمها فئات واسعة بالتعسف واستعمال القوة خارج أي إطار قانوني فعّال.














