فرنسا تراهن على المغرب لاستعادة نفوذها في إفريقيا.. ودراسة تكشف خفايا الشراكة الاستراتيجية

1 فبراير 2025
President Emmanuel Macron (L) welcomes Mohammed VI, King of Morocco, on April 10, 2018 at the Elysee Palace in Paris. / AFP PHOTO / LUDOVIC MARIN
President Emmanuel Macron (L) welcomes Mohammed VI, King of Morocco, on April 10, 2018 at the Elysee Palace in Paris. / AFP PHOTO / LUDOVIC MARIN

الصحافة _ كندا

كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة “كونفلي” الفرنسية، المتخصصة في الجغرافيا السياسية، أن الجمهورية الفرنسية تعوّل على دعم المغرب، بل وحتى وساطته، لإعادة ترسيخ وجودها في الدول الإفريقية التي باتت تناصبها العداء.

وأكدت الدراسة أن باريس تواجه تراجعًا كبيرًا في نفوذها داخل مستعمراتها السابقة الناطقة بالفرنسية، وهو ما يشكل ضربة قوية لمصالحها الأمنية والدبلوماسية، بل وحتى الاقتصادية على المدى المتوسط. في المقابل، ترى الأوساط الفرنسية أن تعزيز العلاقات مع المغرب يمثل فرصة استراتيجية يمكن أن تساعدها على استعادة مكانتها المفقودة في القارة الإفريقية.

وأشارت الدراسة إلى أن الفاعلين الاقتصاديين الفرنسيين استقبلوا بترحيب كبير تجديد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خاصة مع إدراكهم لقوة النفوذ المغربي في الأسواق الإفريقية، حيث تمكنت الشركات والبنوك المغربية من ترسيخ وجودها بقوة في غرب إفريقيا. كما أوضحت أن فرنسا أصبحت تواجه منافسة شرسة في القارة الإفريقية، نتيجة غياب استراتيجية واضحة لسنوات طويلة.

وعلى النقيض، تسير الاستراتيجية المغربية بخطى ثابتة، إذ يسعى المغرب إلى تعزيز مكانته كقوة إفريقية وعربية كبرى عبر تحويله إلى مركز تجاري وصناعي يربط بين أوروبا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية. وضمن هذا الإطار، ركز المغرب على إحياء العلاقات الثقافية والدينية والاقتصادية مع دول غرب إفريقيا، ما أتاح لشركاته في مجالات الطاقة والبنوك والبناء أن تفرض حضورها في القارة.

ولتحقيق هذه الرؤية، يعمل المغرب على تعزيز بنيته التحتية اللوجستية، من خلال مشاريع كبرى مثل ميناء الداخلة الأطلسي والطريق السيار تيزنيت – الداخلة، إضافة إلى توسيع شبكة القطارات فائقة السرعة. ومع ذلك، تواجه الرباط منافسة من موريتانيا والسنغال، اللتين تعملان على تطوير موانئ مماثلة على الساحل الأطلسي.

وأكدت الدراسة أن نجاح المغرب في ترسيخ وجوده بإفريقيا يعتمد على تطوير الربط اللوجستي بين أراضيه والمناطق الداخلية للقارة، مما قد يعزز التنمية المستدامة في الاقتصادات الإفريقية التي لا تزال تعتمد بشكل أساسي على تصدير المواد الخام دون أي قيمة مضافة.

واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن المغرب يمتلك العوامل السياسية والدبلوماسية اللازمة لإنجاح مشروعه الإفريقي، لكن التحدي الأكبر يكمن في التمويل، وهو ما يمكن للرباط أن تتجاوزه بالاعتماد على دعم شركائها الاستراتيجيين، مثل فرنسا والإمارات العربية المتحدة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق