الصحافة _ كندا
ما تزال أجواء التوتر النقابي تخيم على المنطقة الصناعية بالجرف الأصفر، بعد سلسلة من الاعتصامات خاضها مسؤولو وأعضاء النقابة الديمقراطية للفوسفاط، احتجاجاً على ما وصفوه بـ”الإقصاء المتعمد” من الحق في الترقية داخل بعض الوحدات الإنتاجية، وفي مقدمتها وحدة إيمافوص، التي يلقبها العمال بـ”غوانتنامو”، و”فيلا Comptabilité” المعروفة بينهم بـ”سجن صنديانا”.
الاحتجاجات، التي امتدت من 15 إلى 18 يوليوز، جاءت رداً على قرارات إدارية وصفها المحتجون بـ”التمييزية”، حيث وُجهت اتهامات مباشرة لبعض المسؤولين داخل المنصة الصناعية باللجوء إلى إقصاء انتقائي يستهدف منخرطين نقابيين، لا بسبب كفاءاتهم أو أدائهم المهني، وإنما بسبب انتماءاتهم النقابية أو مواقفهم المنتقدة، في خرق واضح لمبدأ الاستحقاق وتكافؤ الفرص.
ذروة التصعيد كانت يوم الأربعاء 17 يوليوز، عندما نُظمت وقفتان احتجاجيتان في نفس اليوم؛ الأولى داخل وحدة إيمافوص، والثانية أمام مكتب المدير المحلي للمنصة، احتجاجاً على ما اعتُبر “غياب هيكلة إدارية واضحة” تسمح بتحديد المسؤوليات، وسط اتهامات بوجود فوضى في التعيينات وغياب المحاسبة، دفعت بعض النقابيين إلى القول إن “الجميع يتصرف كما لو أنه المدير”.
وفي بيان صادر عن اللجنة الإعلامية للنقابة الديمقراطية للفوسفاطيين، أكدت النقابة أن هذا التصعيد جاء بعد استنفاد جميع قنوات الحوار، محذّرة من أن “أسبوع الاعتصام قد يتحول إلى شهور” إذا لم يتم الإنصاف الفوري للمقصيين من الترقية، وإعادة الاعتبار للكفاءة كمعيار وحيد للتقدم المهني داخل المجمع الشريف للفوسفاط.
البيان حمل لهجة تحذيرية موجهة بالأساس إلى مدير وحدة إيمافوص، مؤكداً أن أي إجراء عقابي قد يُتخذ ضد العمال المتضامنين مع زملائهم “لن يمر دون رد”، وأن النقابة تحتفظ بحقها الكامل في التصعيد بكل الوسائل القانونية المشروعة، إلى حين تحقيق مطالبها ووقف ما وصفته بـ”التمييز الإداري الممنهج”.