الصحافة _ كندا
شهدت مدينة أكادير موجة استياء واسعة في صفوف نشطاء المجتمع المدني ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، عقب إقدام السلطات المحلية على إغلاق حديقة عبد الرحمان اليوسفي، طيلة يوم السبت، لفسح المجال أمام تنظيم نشاط حزبي لشبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار. واعتبر كثيرون هذا القرار “انتهاكًا صريحًا لحق الساكنة في الولوج إلى الفضاءات العمومية، لاسيما في عطلة نهاية الأسبوع التي تشهد إقبالاً كبيرًا على المتنزهات”.
ورأى متابعون للشأن المحلي أن ما حدث يعكس “ازدواجية مقلقة في تدبير المرافق العمومية”، حيث يتم تسخير الفضاءات المفتوحة لخدمة أجندات سياسية، دون أدنى اعتبار لحاجة المواطنين لمتنفس بيئي وترفيهي، خصوصًا في أحياء كالسلام والداخلة والتمديد، المعروفة بكثافتها السكانية وضعف بنياتها الترفيهية.
بالموازاة مع ذلك، تفجرت موجة استنكار مماثلة بمدينة أولوز بإقليم تارودانت، بعدما رفض باشا المدينة التأشير على إشعار تقدم به حزب العدالة والتنمية لتنظيم لقاء مفتوح لشبيبته، ما اعتُبر “منعًا ضمنيًا” لنشاط قانوني، وأثار حفيظة مناضلي الحزب الذين وصفوا القرار بأنه “استهداف سياسي صارخ وانتقائية غير مبررة في التعامل مع مكونات المشهد الحزبي”.
وفي بيان شديد اللهجة، أعربت شبيبة العدالة والتنمية عن استغرابها مما سمته “التمييز الفج بين أبناء الوطن الواحد”، مشيرة إلى أن هناك هيئات يُفسح لها المجال وتُذلل أمامها العقبات، بينما تُحاصر أخرى وتُخنق مبادراتها. وأضافت أن التضييق بات يطال كل من يشتغل بتأطير الشباب وتأهيلهم للمشاركة الواعية في الشأن العام، “بعيدًا عن منطق استغلال الهشاشة الاجتماعية أو الاتجار في آمال البسطاء”.
وأكد البلاغ أن إغلاق حديقة عبد الرحمان اليوسفي من أجل نشاط حزبي هو “سابقة وطنية”، تنم عن عقلية إقصائية تُعلي منطق الولاء السياسي على حساب المصلحة العامة، في مدينة يُفترض أن تسهر مؤسساتها المنتخبة على ضمان المساواة بين الفاعلين لا ترجيح كفة فريق على آخر.
ورغم الجدل، احتضنت الحديقة فعاليّات المنتدى الجهوي للشباب والمستقبل، الذي نظمته الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، الذراع الشبابي لحزب التجمع الوطني للأحرار، والذي يقود جماعة أكادير ومجلس جهة سوس ماسة. واعتبر منظمو المنتدى أن التظاهرة شكلت “محطة حوار وإنصات لتطلعات الشباب من أجل مغرب الغد”.
غير أن هذا الخطاب لم يُقنع المعارضين الذين يرون أن “الإنصات الحقيقي يبدأ باحترام الفضاء العمومي كمكسب جماعي، لا كمجال محجوز لحفلات حزبية مغلقة”.