بقلم: شريفة لموير
بإعلانه المصالحة، وعدم الترشح لولاية ثالثة، لم تكن موجهة للاتحادين، بل كانت موجهة لإعطاءه مكافأة نهاية الخدمة.
لقد بدا لشكر، كمن يجري بأقصى سرعته للحاق بالعضوية في الحكومة، ولذلك غامر بالتضحية بأوراقه والذهاب عند بعض معارضيه، والهدف من كل ذلك تدارك الزمن الحكومي لكسب منصب وزاري، يؤهله بخلط الأوراق والعودة من جديد.
تصريحات لشكر استنفدت مصداقيتها، ووعوده لمجموعة المكتب السياسي رافقتها، خطواته المرتبكة المتعثرة، في الحديث على أنه نادم، والتي بالمناسبة، لم تقنع غالبية المتابعين الاتحادين الجادين المؤمنين بالفكرة، وليس المناصب أو الحماية السياسية، سواء من ناحية توقيتها، حيث بدا لشكر نفعيا منتصرا لطموحاته الشخصية ولو على حساب صورة الحزب، أو من ناحية تبريراتها ودواعيها التي اعتبرت في غالبيتها غير وجيهة، تنم عن فقدان الذكاء السياسي أو الهروب من الموت السياسي، في زمن الثورة التكنولوجية وتسرب المعلومة تسقط أوراق توت كثيرة، ولن يقتصر الأمر على لشكر، بل سيمتد إلى لحبيب المالكي الذي يمني نفسه بمنصب الكتابة الأولى.
لكن لشكر أطلق النار على قدميه؛ حين أراد أن يبدو ساعيا إلى شغل منصب في الحكومة؛ والبحث عن مهمة لم توكل له أصلا، لن يقنع أحدا بأنه كان باحثا في قراره عن مصلحة الإتحاد، وأطلق النار على الحبيب المالكي الذي لم يبخل بالخطط والمعاول لهدم الاتحاد.