الصٌحافة _ وكالات
رجحت صحيفة لوموند الفرنسية أن يتم استخدام عملة فيسبوك المشفرة “ليبرا” بداية من عام 2020 في الهند وأفريقيا اللتين تتمتعان -رغم ضعف الولوج إلى خدمات البنوك- بهواتف محمولة تقدم خدمات الاقتراض وتحويل الأموال.
وأعلنت فيسبوك الثلاثاء الماضي عن عزمها إطلاق ليبرا الرقمية بداية من العام المقبل.
ورأت الصحيفة في مقال لفينسان لورفلين من معهد إيكونومي أن ليبرا سيتم استخدامها وسيلة للادخار والحفاظ على قيمة الأصول والمدخرات في البلدان التي تعاني من التضخم وانخفاض قيمة العملة، وأنها ستغري المستهلكين في البلدان المتقدمة لسهولة الدفع بها عبر الإنترنت أو في المتاجر.
آفاق.. تغييرات
تفتح ليبرا آفاقا أوسع بكثير من مجرد الحديث عن آثارها النقدية التي يركز عليها المراقبون، وستكون عملة للدفع مقابل سماح المستخدمين باستغلال بياناتهم الشخصية، مثل إرسال قائمة تشغيل شخصية إلى تطبيق موسيقي أو نقل سجل صحي إلى شركات أدوية.
وأوضح لورفلين أن هذه العملة ستسهل الدفع للمستخدمين وتشجعهم على الرد على استطلاعات الرأي، وترك آرائهم حول المواقع السياحية وغير ذلك.
وأشار إلى أن عملة ليبرا المشفرة المرتبطة بتكنولوجيا البلوكتشين ستسمح بثلاثة تغييرات جوهرية.
يقول الكاتب إن نجاح فيسبوك يرتبط تاريخيا بخفض تكلفة التسويق لمستخدمي الإنترنت وتحليل تفاعلاتهم (حسب الروابط والنقرات والإعجاب) مما يفتح سوق إعلانات جديدا.
كما أن خفض تكلفة تتبع المستخدمين عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي (التغيير الأول) سيحفز الإبداع والبحث والتعليم والاختراع والابتكار -حسب الكاتب- مما يعزز اقتصاد المعرفة من خلال إعطاء قيمة مالية للمساهمات الفردية مهما كانت صغيرة.
أضاف الكاتب أن انخفاض تكلفة توثيق الملكية الفكرية (التغيير الثاني) يسمح بإمكانية تقليل الأخطاء في عمليات الحصول على التراخيص وفهم العلاقات والثقة بين المستخدمين مما يكثف التعاون والتشارك والإبداع ويعزز أسس الاقتصاد الفردي.
وأشار أيضا إلى أن الانخفاض في تكلفة المعاملات (التغيير الثالث) سيساعد على تقييم أفضل للمعاملات التجارية الصغيرة، مما يرفع مشاركة البيانات ويعزز الشراكات والأعمال الجماعية والبنية التحتية وطور الاقتصاد العمومي من خلال احترام التفاهمات الفردية الصغيرة.
وسيكون لهذه التغييرات الثلاثة تأثير اقتصادي دولي فوري على مستوى ملياري مستخدم على فيسبوك، كما يقول الكاتب.
سياسة الهيمنة
وفقا لموقع فيسبوك، فإن هذا العالم الاقتصادي سيكون مناقضا لمبدأ التحرر المعمول به في عملة بتكوين الذي جعل تعدينها والتحكم فيها في متناول الجميع من حيث المبدأ، وهو أيضا ضد التبشير بنهاية العمل والقضاء على الرأسمالية.
وينبه الكاتب إلى أن فيسبوك -كمخبر للوكالات الحكومية الأميركية وأول مزود للبيانات الشخصية للتأثير على الناخبين- سيكون وسيلة لعولمة العقد الاجتماعي، وسيصبح أداة إضافية لسياسة الهيمنة الأميركية.
ورغم كل ذلك، يرى الكاتب أن ليبرا تحمل معها إمكانية بناء مسار تعاوني وآفاق اقتصاد جديد اجتماعي وبيئي ومستدام.
وخلص إلى أن فيسبوك -كأول شبكة اجتماعية- لديها مصلحة موضوعية في تطوير هذا الاقتصاد، وقال إن الاقتصاد العالمي على وشك تحول قد يكون أكبر مما حدث مع ظهور الدولار.