الصحافة _ كندا
قال عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، في لقاء مع قناة “بي بي سي نيوز”، إن القرار الأممي 2797 يشكل نقطة تحول حاسمة في مسار حل قضية الصحراء، مؤكدا أن الوثيقة كرّست فعليا مقترح الحكم الذاتي باعتباره الحل الوحيد المقبول داخل الأمم المتحدة، والخيـار الواقعي القابل للتنفيذ تحت السيادة المغربية.
وأكد هلال خلال مروره في برنامج “بلا قيود” أن القرار الأممي ليس مجرد تمديد تقني لولاية المينورسو، بل إعلان سياسي واضح لنهاية خيار الاستفتاء، الذي تخلت عنه الأمم المتحدة قبل ربع قرن، موضحا أن العودة إليه خارج منطق قرارات مجلس الأمن والسياق الدولي الحالي.
وبخصوص الجدل الذي أثاره مقطع فيديو قيل إنه يظهر حجب العلم الجزائري، نفى هلال ذلك بشكل قاطع، موضحا أن المقطع غير مكتمل ولا يعكس حقيقة ما وقع، ومعبّرا عن احترامه لرمزية العلم الجزائري، ومؤكدا أن الخلاف السياسي لا يلغي قواعد الاحترام بين الجيران.
وأضاف أن مقترح الحكم الذاتي يتجاوز البعد الإداري، ويحمل رؤية لإعادة بناء الثقة في المنطقة المغاربية، وأن الهدف هو خلق مناخ يسمح بطيّ صفحة التوتر التي عطلت اتحاد المغرب العربي لخمسين عاما، مبرزا أن الانفراج ممكن متى توفرت الإرادة المشتركة.
وفي ما يتعلق بامتناع الجزائر عن التصويت على القرار، أوضح هلال أن النص حظي بدعم واسع، وأن مواقف التصويت تعبير طبيعي عن تقديرات سياسية تخص كل دولة.
أما بخصوص الربط بين اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء ومسار التطبيع، فأكد هلال أن واشنطن تبنّت موقفها وفق رؤية استراتيجية خاصة بها، وليس نتيجة مقايضة سياسية، مشيرا إلى أن استمرار الإدارة الأمريكية الحالية في الموقف نفسه يثبت أنه أصبح جزءا من السياسة الخارجية الأمريكية المستقرة.
وعمّا إذا كان المغرب قد يفرض الحكم الذاتي من جانب واحد، شدد هلال على أن الرباط ملتزمة بمسار الأمم المتحدة وتعتبره الإطار الشرعي الوحيد، وأن أي حل مستدام يجب أن يكون نتاج مفاوضات وتوافق، لا خطوات أحادية، مشيرا إلى أن الحكم الذاتي كما يطرحه المغرب مبادرة موجهة إلى المجتمع الدولي والأطراف المعنية وليست قرارا داخليا يمكن فرضه منفردا.














