الصحافة _ الرباط
بالرغم من الجائحة التي غيرت معالم الحياة ببلادنا، شكلت سنة 2020 التي تشارف على الانتهاء ،سنة التألق بامتياز للعلماء والمخترعين والأطباء والطلبة المغاربة، اللذين أبانو في هذه الظروف العصيبة التي مرت بها البلاد عن تفوقهم و حسهم الوطني من خلال اختراعات علمية أحرزو من خلالها على جوائز مرموقة جعلت اسم المغرب يتردد في كل أرجاء المعمور مقرونا بألوان الابتكار والتميز والأداء الرفيع.
فمن العلوم والتكنولوجيا، إلى الشعر والأدب، مرورا بالطب والاختراعات، برز المغاربة رقما صعبا في منافسات عربية ودولية، حيث تبوؤوا مراتب متقدمة وتفوقوا على مشاركين من دول مختلفة في مسابقات تكون فيها كلمة الفصل عادة للأفضل أداء والأكثر تميزا.
واحدة من هذه الإنجازات جاءت على يد البروفيسور رشيد اليزمي الذي تم تكريمه، بميدالية محمد بن راشد للتمييز العلمي في فئة “انجازات مدى الحياة”،وذلك تقديرا لأبحاثه واختراعاته العلمية المتميزة لاسيما في ميدان تكنولوجيا البطاريات “ليثيوم آيون”.
كما أعلن العالم المغربي ، عن تسجيل رقم قياسي جديد لشحن خلية بطارية ليثيوم أيون من 0 إلى 100% في غضون 6 دقائق.،وتمكن العالم المغربي من شحن هذه البطارية في ظرف لا يتجاوز 6 دقائق ودرجة حرارة لا تتجاوز 50 درجة مئوية، حيث تم هذا الإنجاز بمقر شركة KVI، التي ساهم الدكتور اليزمي في تأسيسها ويترأس قسمها التكنولوجي.
انجاز آخر بصم فيه المغاربة تفوقهم في مجال علوم الفضاء، حيث تمكن العالم المغربي كمال الودغيري، من التتويج بجائزة 2020 لعلوم الفضاء، من المعهد الأمريكي للملاحة الجوية والفضائية.
ومنح المعهد الأمريكي للملاحة الجوية والفضائية جائزته المرموقة في مجال علوم الفضاء لبعثة مختبر (كولد أتوم لاب) التي يقودها العالم المغربي.
من جهة أخرى كان اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العالم المغربي منصف السلاوي ومنحه منصب مستشار رفيع لترامب لقيادة جهود واشنطن من أجل تطوير لقاح فعال ضد فيروس كورونا المستجد، بمنزلة تتويج للمغرب ولعالم كانت له بصمات واضحة في مجال اللقاحات.
باحثون مغاربة يصنعون الحدث خلال سنة 2020 بتتويجهم بجوائز دولية
غير بعيد عن مجال العلوم والطب، مجالات أخرى كرس فيها المغاربة تميزهم في محافل دولية، حيث احتفت جامعة القاضي عياض بمراكش، بكلية العلوم السملالية أواخر هذه السنة، بثلاثة من أساتذتها الباحثين الذين تميزوا خلال السنة الجارية بحصولهم على جوائز دولية.
ومن بين هؤلاء الفائزين نذكر؛خليل الزنبي، الأستاذ بكلية العلوم السملالية الذي حصل سنة 2020 جائزة (الكومستيك أوورد 2019)، وهي جائزة التميز لمنظمة التعاون الإسلامي في الرياضيات في فئة العلوم الأساسية.وتمنح هذه الجائزة، كل سنتين، للباحثين تشجيعا على أعمالهم في مجالات “العلوم الأساسية” و “العلوم والتكنولوجيا”.
كما حصل رشيد حكو، الأستاذ بكلية العلوم والتكنولوجيا على جائزة (ديفيد هوبر للريادة في البحث لعام 2020) من قبل مركز أبحاث التنمية الدولية في كندا.وتمنح هذه الجائزة على أساس ملاءمة العمل مع أهداف التنمية المستدامة وخصائص القيادة وتأثير البحث والأنشطة ذات الصلة.
وفازت هاجر المصنف، الأستاذة بكلية العلوم السملالية، بالجائزة الأولى في فئة “جائزة الذكاء الاصطناعي العالمية” في إطار جائزة “وومن تيك” المرموقة.
وتكافئ هذه الجائزة، التي تنظمها شبكة “وومن تيك” العالمية، النساء اللواتي يتألقن دوليا في مجال التقنيات العالية، تقديرا لإنجازاتهن كرائدات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز بيئة تكنولوجية متنوعة، وخلق مجتمعات شاملة للذكاء الاصطناعي، وإجراء أبحاث حول الذكاء الاصطناعي.
طلبة مغاربة أبدعوا في الأولمبياد العالمية للبرمجة والرياضيات
هذا الحضور في المجال العلمي، وازاه حضور متميز على مستوى الفنون والآداب، ولاسيما في المسابقات العربية من خلال تميزه على الخصوص، في محطات تهم الشعر والرواية.
فقد سطع نجم 4 باحثين مغاربة في الدورة التاسعة عشر لجائزة “ابن بطوطة لأدب الرحلة” ، والتي تعنى بالأدب الجغرافي،وتمنح لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، حيث توج ثلاثة باحثين مغاربة بالجائزة في صنف ( الدراسات) ، ويتعلق الأمر بالباحث بوسيف واسطي عن كتابه “الرحلة نسق أنساق – مقاربات تاريخانية وإبستيمولوجية” ،و ربيع عوادي عن مؤلفه “صورة مصر في كتابات الرحالة المغاربة” ،ومحمد المسعودي عن كتابه”الرحلة ما بعد الكولونيالية”.
وغير بعيد عن مجال الإبداع الأدبي،رفع تلاميذ مغاربة العلم المغربي ولأول مرة في أكبر محفل دولي خاص بالبرمجيات والمعلوميات، والذي يعد ثاني أكبر الأولمبياد بعد الأولمبياد الرياضيات العالمي.
بعد مشاركات متميزة لثلاث مرات متتالية، استطاع أربعة تلاميذ مغاربة انتزاع الميدالية البرونزية في مسابقة الأولمبياد العالمية للبرمجة في دورتها الـ 32، التي نظمت بسنغافورة، في الفترة ما بين 13 إلى 19 شتنبر 2020، عن بعد بسبب الجائحة.
وفي مجال الرياضيات، تمكن كذلك 4 تلاميذ مغاربة من الفوز بأربع واحدة منها ذهبية، خلال الدورة الثانية لمسابقة الأولمبياد العربي للرياضيات، التي نظمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).
وبالإضافة إلى الميدالية الذهبية التي أحرزتها آية أكرجوط، فاز المغرب بميداليتين فضيتين بواسطة كل من معاذ المعتصم، ومحمد أيوب مبطول، وأخرى نحاسية كانت من نصيب أيمن مطيع.
وحل المغرب ثانيا، عقب فوزه بهذه الميداليات الأربع، خلف المملكة العربية السعودية، التي جاءت في الصدارة بمداليتين ذهبيتين، وواحدة فضية، بينما عادت المرتبة الثالثة لتونس بميدالية ذهبية وأخرى فضية وثالثة نحاسية، تلتها مصر بميداليتين فضيتين وأخرى نحاسية.