عدراوي يكتب.. إفريقيا في صلب الخلاف بين المغرب وفرنسا

13 مارس 2023
عدراوي يكتب.. إفريقيا في صلب الخلاف بين المغرب وفرنسا

عبد الرحمان عدراوي من كندا

أثناء زيارتي لدولة غينيا كوناكري سنة 2017 بدعوة كريمة من رجل الأعمال محمد ديالو، حيث حضيت بشرف استقبال وزير النقل الغيني آنذاك (صورة اليسار)، ومدير الأمن الغيني (يمين صورة اليمين)؛ فهمت مدى أهمية إفريقيا عند دول مثل الصين، روسيا، فرنسا… وعند شركات كبرى متخصصة في استخراج المعادن وتأتي على رأسها الشركات الكندية، وعند رجال أعمال نافذين من دول مختلفة.

عندما دخلت الصين الأسواق الإفريقية دخلت من باب الاحسان، لتتحول الى مستثمر يستحوذ على جزء هام من موانئ عدة دول إفريقية، فيما دخلت فرنسا عبر بوابة الحروب والإبادة، ودخلت الشركات الكندية من باب رابح رابح، واشتكى لي عدد من المواطنين الغينيين كون الشركات الكندية تربح لوحدها ولا ينعكس ربحها على أرض الواقع.

خلال سنة 2016 قام جلالة الملك محمد السادس بزيارة لعدد من الدول الإفريقية، وقع من خلالها اتفاقيات سياسية واقتصادية مع عدد منها، وهذا أمر أثار حفيظة القوى الحاكمة في فرنسا، خصوصا تلك التي لا زالت تؤمن بأن فرنسا هي أم إفريقيا والوصية عليها. بعد ذلك توالت الصفعات القادمة من إفريقيا بشأن فرنسا، حيث تخلت رواندا عن كل ما يربطها بفرنسا وتوجهت نحو القطب الأنغلوساكسون، فيما تخطط دول أخرى الى سحب اللغة الفرنسية من تعليمها ومن دساتيرها، بينما نوعت دول أخرى مثل المغرب شركاءها الاقتصاديين… مما يوحي لفرنسا أن إفريقيا تدير لها ضهرها، وتقطع ما تبقى من حبل الوصال بينهما.

سياسة ضرب الكبير يخاف الصغير، هي التي تنهجها حاليا فرنسا من خلال افتعالها لخلافات بشكل مستمر مع المغرب، إلا أن القيادة المغربية مدركة أن ما يحرك فرنسا هو خوفها من مستقبل مجهول في علاقاتها مع المغرب على وجه الخصوص، ومع إفريقيا بشكل عام، ولذلك فإن جلالة الملك محمد السادس حفظه الله يسير بخطى ثابثة نحو جعل المغرب يتموقع في موقعه المستحق على الصعيد الإفريقي والعالمي، بينما تشتغل الآلة الدبلوماسية في صمت من أجل نسج علاقات متينة ومتميزة مع أكبر عدد من الدول الإفريقية والعالمية، فيما تتوطد العلاقات التجارية وتنمو بين المغرب وشكراء جدد، ناهيك عن الجانب العسكري، حيث تشارك القوات المسلحة الملكية المغربية في مناورات متعددة مع أقوى الجيوش العالمية.

إفريقيا اليوم ليست هي إفريقيا الأمس، كل بلد يبحث عن مصالحه الخاصة، ويبحث عن شركاء تجمعه بهم مصالح مشتركة، أما فرنسا فتسعى لاستغلال الدول والشعوب، وتحلم باستمرارها في ذلك، لكن الأمور تغيرت، والشعوب تضغط على قياداتها من أجل تحقيق الاستقلال في القرارات السياسية والاقتصادية والامنية، والمغرب ليس استثناء في هذا المعطى، ولذلك تجده يتطور بشكل ملفت في جوانب عدة، وخصوصا في الجانب الأمني الذي يعتبر عقدة فرنسا اتجاه المغرب، فتميز المغرب على الصعيد العالمي في محاربة الارهاب، وبروز أسماء شابة مثل حموشي والمنصوري قبل سنوات، يأتي ذكرها على أكبر القنوات الإعلامية الدولية، كمفتاح لحل عدة ألغاز إرهابية في دول أوروبية وفي أمريكا ودول أخرى، مستجدات لم تستصغها الكتلة المتبقية في الحكم بفرنسا من عهد الاستعمال والسلطوية، فقررت شن حروب إعلامية وقضائية على الرموز الأمنية المغربية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق