الصحافة _ بقلم: عبد الرحيم بوعيدة
حُكومة فيها على الأقل من اعترف أمامنا علناً بأن هناك من راكموا أرباحاً خيالية من استيراد الأغنام بلغت 1300 مليار سنتيم وعددهم 18، كل واحد منهم تحوز 72 مليار سنتيم صافية ولنا نحن أن نأكل الحجر بدل اللحم فهو أصلا مُضر بالصحة..
الإعتراف بالخطأ فضيلة وفضح الفساد دون تغييره أو الإنسحاب منه فيه أجر وسيكون الأجر مضاعفاً لو كان مصحوباً بفعل حقيقي يقلب الطاولة على الفاسدين..
في حكومتنا أيضاً من يرى أن هذا الغلاء لايوجد إلا في الفيسبوك وأنه لولا المُخطط الأخضر لما وجدنا خضراً ولا فواكه في الأسواق وأننا نحن من لايريد الشراء من فرط تخمتنا وقوة الدعم المقدم لنا من طرف حكومتنا الموقرة..
المضحك في كل هذا أن الأرقام لم تعد تُقلقنا، لقد اعتدنا عليها والعادة أشد إدماناً من الحب ونحن تعودنا مع هذه الحكومة على الأرقام الفلكية المهدورة من المال العام دون حساب ولكم هذا الرقم الذي لازال في أدراج مجلس النواب ينتظر لجنة استطلاعية لن نراها أبدا لأن لا أحد يجرأ على البوح..
هذه المخططات كلها لم تُغنينا عن استيراد كل شي، اللحوم، الدجاج، البنزين، القمح، واللائحة طويلة..
أما الرجال الثمانية عشر الذين استوردوا الأغنام واللحوم المُجمدة فإنهم جزء من نموذج سياسي لحكومة خلقت أذرعاً اقتصادية وإعلامية هي نفسها من تمول وتُسوق لحملاتها الانتخابية..
هؤلاء المحظوظين ليسو نكرات حتى نبحث عنهم، هم معانا في البرلمان والسياسة وكانوا سيعيدون الكّرة مرة أخرى في عيد الأضحى لولا تدخل صاحب الجلالة، ففي كل مرة عندنا تسلم الجرة..
لعنة الأرقام تطاردنا ليس فقط في نموذج اقتصادي يسيل لعاب المفترسين من الساسة، بل حتى في قطاعات حيوية كالتعليم الذي حرر 16 مدير دفعة واحدة في عملية تحرير تُشبه تماماً عملية تحرير المحروقات..
وبمثل هذه النخب السياسية التي باعت الوهم بدل اللحم ولهفت 13 مليار درهم تصل مثل هذه الأحزاب التي منها من يقود الحكومة ويفكر جدياً في العودة..