الصحافة _ كندا
أعلن الجانب الروسي عن تصدير شحنة ضخمة من بذور عباد الشمس نحو المغرب، بلغت كميتها 3.2 ألف طن، وذلك في إطار المشروع الوطني الروسي “التعاون الدولي والتصدير”، الذي يهدف إلى تعزيز موقع روسيا في السوق الزراعية الدولية.
الشحنة خضعت لفحص دقيق من إدارة “روسيلخوزنادزور” الروسية المختصة، التي أكدت تطابقها مع معايير الاستيراد المغربية، ما سمح ببدء عملية التصدير عبر السكك الحديدية، وسط توقعات بأن تفتح هذه الصفقة الباب أمام شحنات إضافية خلال الأشهر المقبلة.
وبحسب بيانات وزارة الزراعة الروسية، استورد المغرب أزيد من 5.5 آلاف طن من عباد الشمس منذ بداية سنة 2025، ما يعكس محدودية الإنتاج المحلي، الذي لا يتجاوز في أفضل الأحوال 30 ألف طن سنوياً. وتسعى المملكة إلى تقليص هذا العجز من خلال رفع المساحات المزروعة إلى 50 ألف هكتار بحلول 2030، لكن الطريق لا يزال طويلاً أمام تحقيق الاكتفاء الذاتي.
تنامي التعاون الزراعي بين الرباط وموسكو تُرجم بوضوح خلال سنة 2024، حيث تضاعفت صادرات روسيا الزراعية إلى المغرب ثلاث مرات مقارنة بالعام الذي قبله، لتصل قيمتها إلى حوالي 280 مليون دولار. ويعود هذا الارتفاع أساساً إلى الطفرة المسجلة في واردات القمح الروسي، والتي بلغت أكثر من مليون طن، مع توقعات بأن يصل الرقم خلال 2025 إلى 7.5 ملايين طن.
ورغم توقيع اتفاقية استراتيجية سنة 2013 بين الحكومة المغربية والاتحاد الدولي للبذور الزيتية لتوسيع المساحات وتحسين الإنتاج، إلا أن المغرب لا يزال يعتمد بشكل كبير على استيراد المواد الأولية للزيوت، خاصة من الصوجا وعباد الشمس، مما يُضعف هامش المناورة أمام تقلبات السوق العالمية.
الضغوط الدولية لا ترحم، إذ شهدت أسعار البذور الزيتية قفزات متتالية بفعل تراجع المحاصيل في أمريكا الجنوبية وأوروبا، إلى جانب الطلب الكبير من الصين التي تعزز مخزونها الاستراتيجي. ووفق بيانات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، فإن أسعار الزيوت النباتية ارتفعت بنسبة 5.8% خلال يناير الماضي، وهو أعلى معدل منذ ثماني سنوات.
وسط هذه المعطيات، يجد المغرب نفسه في موقع دقيق بين رهانات الأمن الغذائي وضغوط السوق الدولية، حيث تبقى الورقة الروسية، مؤقتاً، من بين البدائل القليلة المتاحة لضمان تدفق الزيوت بأسعار متوازنة في ظل موجة تضخم لا تزال تُلقي بظلالها على الأسواق العالمية.