الصحافة _ وكالات
أعلنت مؤسسة رسمية مغربية أن المعتقلين على خلفية «حراك الريف» في السجن المحلي «رأس الماء» في فاس، تقدموا بإشعارات بالدخول في إضرابات عن الطعام، بعد رفض إدارة المؤسسة السجنية لبعض الطلبات التي تقدموا بها، والتي اعتبرتها هذه الإدارة مخالفة للقانون، والهدف منها هو تمتيعهم بمعاملة تفضيلية.
ووصفت المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج في المغرب، في بلاغ صحافي، مطالب معتقلي «حراك الريف» بأنها «غير القانونية»، وتهدف إلى «تمتيع هؤلاء السجناء بمعاملة تفضيلية».
وأورد البلاغ أمثلة على تلك المطالب، ومن بينها «السماح لغير الأقارب بزيارتهم وإجراء المكالمات الهاتفية لمدة أطول بكثير مما هو مرخص به لباقي السجناء، مع مضاعفة الوجبات الغذائية لكل واحد من هؤلاء المعتقلين، إضافة إلى منحهم الخضراوات غير المطبوخة، واقتناء أغراض ومواد مختلفة من المتجر كلما اقتضت الحاجة ذلك، في حين أن هذه الخدمة محددة من حيث المبلغ ووقت الاستفادة خلال الأسبوع، هذا بالإضافة إلى طلبات أخرى تخص خدمات يستفيدون منها أصلاً كغيرهم من السجناء، كالرعاية الطبية ومتابعة الدراسة».
وفي سياق متصل، أوضح بلاغ مندوبية السجون أن ناصر الزفزافي زعيم “حراك الريف” تقدم بشكاية إلى المدعي العام بمحكمة الاستئناف في فاس، يدعي فيها أن «المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج يهدد حياته داخل السجن وخارجه»، موضحاً أن المندوبية العامة للسجون «سبق أن نبهت إلى ما اعتبرته ادعاءات الزفزافي سواء في البرلمان وفي بلاغات سابقة لها، حيث وضحت كيف أن أحد أقارب هذا السجين والجهات الأخرى التي تستغل مثل هذه الملفات دفعوه إلى التصعيد من خلال الترويج لما يفيد بأنه يتعرض لـ”التعذيب” وربما حتى للتهديد بالتصفية الجسدية».
ورداً على بلاغ مندوبية السجون، اعتبر ناشط حقوقي أن من حق الزفزافي ورفاقه المطالبة بمعاملة تفضيلية لأن اعتقالهم سياسي ولا يشكلون أي خطر على المجتمع، وفق تعبيره.
وأفاد عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن عائلات معتقلي “حراك الريف” ستقدم أمام الصحافة شهادات تؤكد تعرض أبنائها للتعذيب، مع كشف حقائق جديدة على محاولة مندوبية السجون التستر على ذلك.
واعتبر غالي في تصريح أورده موقع «لكم»، أن اتهامات مندوبية السجون باستغلال من وصفتهم بـ”جهات أخرى” في إشارة إلى الجمعيات الحقوقية التي تدافع عن حقوق معتقلي ”حراك الريف” لهذا الملف ودفع المعتقلين إلى التصعيد، «ادعاءات للهروب إلى الأمام وأسطوانة مشروخة للمندوبية»، حسب تعبيره، مؤكداً أنه سبق لهم كائتلاف حقوقي أن طالبوا المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، بالتوجه للقضاء وفتح تحقيق لوقف ادعاءات وجود جهات تشتغل لصالح أجندات خارجية»، مضيفاً: «ونحن لا نسمح بوجود مثل هذه الجمعيات التي تشتغل لصالح جهات خارجية».
وشدد رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على أنه من حق معتقلي “حراك الريف” أن يطالبوا بمعاملات تفضيلية لأنهم معتقلو رأي وليسوا معتقلي حق عام، قبل أن يوضح قائلاً: «هؤلاء من حقهم عقد لقاءات وإجراءات زيارات والاستفادة من متابعة الدراسة، وهي مطالب قانونية لأنهم معتقلون سياسيون ولا يشكلون أي خطر على المجتمع».
وتابع غالي إنه في سنوات ما يعرف بـ”الجمر والرصاص” (سنوات الاحتقان السياسي في المغرب) «كنا كطلبة نقوم بزيارات للمعتقلين السياسيين بسجن القنيطرة رغم أننا لسنا من أقاربهم»، مضيفاً: «وهذا معروف حتى على المستوى الدولي، أن سجناء معتقلي الرأي يتم منحهم معاملة تفضيلية وليس امتيازات كمتابعة الوضع السياسي وإجراءات أخرى تفضيلية لأنهم لا يشكلون أي خطورة».
في السياق نفسه، قال أكد أحمد الزفزافي، والد زعيم “حراك الريف”، ناصر الزفزافي، إنه لم يتمكن رفقة عائلات معتقلي حراك الريف من رؤية أبنائهم خلال زيارتهم أمس الأربعاء في سجن «رأس الماء» في فاس، بسبب امتناع الزفزافي ورفاقه الخروج لفسحة الزيارة.
وقال أحمد الزفزافي، في فيديو بثه على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إنه لحدود الآن يجهل أسباب امتناع ابنه ورفاقه لقاءهم خلال زيارتهم لهم»، قبل أن يتساءل عما إذا حصل لهم شيء ما، مشيراً إلى عودتهم إلى الإضراب عن الطعام الذي كانوا قد توقفوا عنه قبل أيام.
وحمّل والد الزفزافي كلاً من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني والمندوب العام لإدارة السجون والمدعي العام للمحكمة في فاس، مسؤولية الوضع الحالي لأبنائهم الذين يتعرضون حالياً للموت البطيء، على حد قوله.
وفي سياق متصل، استنكر أحمد الزفزافي ما أسماه «الممارسات السيئة» في حق أبنائهم في سجن «راس الماء»، قبل أن يشبهه هذا الأخير بـ»سجن تزمامارت». حيث كان يوضع المعتقلون السياسيون خلال السبعينيات.
على صعيد آخر، هدد والد زعيم “حراك الريف” باتخاذ خطوات احتجاجية تصعيدية في حالة تعرض ابنه ورفاقه لأي حادث، على حد قوله، محملاً الدولة «مصير تهديد حياة ابنه المعتقل»، قبل أن يضيف متسائلاً: «لا نعرف وضعية أبنائنا وهل امتنعوا عن الخروج خلال الزيارة بمحض إرادتهم أم تحت ضغوط أم لأسباب أخرى نجهلها».
وتحدث عن معاناة أمهات المعتقلين اللواتي أتين لزيارة أبنائهن من الحسيمة إلى مدينة فاس، قبل أن يضيف مستغرباً: «كيف يعقل لأمهات أتين من الحسيمة إلى فاس لرؤية فلذات أكبادهن ويرفض أبناؤهن رؤيتهن؟»، مجدداً تأكيده بمطالبة العثماني بالتدخل بشكل فوري وفتح تحقيق حول أسباب امتناع خروج المعتقلين للزيارة.
واستنكر والد الزفزافي ما أعلنته المندوبية العامة لإدارة السجون، حول المطالبة بمعاملة تفضيلية، بقوله: «عن أية معاملة تفضيلية تتحدث المندوبية، في الوقت الذي يتعرض فيه أبناؤنا لمعاملة سيئة؟»، حسب تعبيره.