الصحافة _ الرباط
إذا تسنى لنا أن نحدد شخصية السنة ضمن أفراد الجالية المغربية في الخارج وتحديدا في إسبانيا، فإننا لاشك سنضع معيارين مهمين لاثالث لهما.
المعيار الأول مرتبط بالانضباط والاعتدال والوسطية وحمل القيم المغربية في البلد المضيف وتجسديها خير تجسيد، خصوصا مع جائحة كورونا والعمل التضامني الذي ظهر في أوساط الجالية بشكل كبير.
المعيار الثاني هو الإلتزام بقضايا الوطن الأم المغرب، وعلى رأسها الدفاع عن الثوابت والتصدي لأطروحات الإنفصال خصوصا في قضية الصحراء المغربية.
خلال أزمة جائحة كورونا ظهر معدن المغاربة الأصلاء في تقديم الدعم بكل أنواعه لأبناء وطنهم في المهجر وتقديم خدمات أخرى للبلد المضيف لمساعدته في التأطير والصمود لمواجهة آثار الجائحة لاسيما على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
وخلال تهجم مرتزقة البوليساريو على رموز الأمة المغربية بعد نجاح القوات المسلحة الملكية في فتح معبر الكركرات الحدودي وطرد قطاع الطرق منه، هب نساء ورجال الجالية بحماسة منقطعة النظير في مواجهة أكاذيب البوليساريو ومغالطاتهم في أوساط البلدان الأوروبية خاصة.
عائشة الكرجي، رئيسة التحالف الدولي بلاحدود للحقوق والحريات، تتمثل هذه المعايير بإمتياز، فهي مثل طائر يحمل في صدره ألف رئة، تطير بين المغرب وإسبانيا، تلتقي مسؤولين كبار في قمة الهرم السياسي ووزراء وأحزاب سياسية في البلدين، والغرض واحد، والهم واحد، هو تقديم المغرب بصورة لائقة ومواجهة تيارات معادية تحاول النيل من سمعته.
فبعد أيام قليلة من التحرك المغربي في المعبر الحدودي الكركرات، قادت عائشة الكرجي وهي التي تشغل في ذات الآن منصب الكاتبة الإقليمية لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية في إسبانيا، وفدا من الجالية المغربية المقيمة بالديار الإسبانية صوب الحدود المغربية الموريتانية، وهدفها الوحيد والأوحد هو إيصال رسالة واضحة إلى كلّ مَن يهمّه الأمر، خصوصًا تلك الفئات التي تمارس الاسترزاق الإنساني ببعض المدن الإسبانية، حيث طالبت من هناك حكومة سانشيز بـ”ضرورة تحمّل مسؤوليتها التاريخية وتحليها بالجرأة من المساهمة في إيجاد حلّ القضية الصحراء المغربية، في إطار الحكم الذاتي وتحت السيادة المغربية”.
حبها الجمّ للمغرب ودفاعها المستيمت عن أرض أجدادها وتمسكها المثين بالعرش العلوي المجيد، دفعها لتنظيم مسيرات ضخمة بحضور ٱلاف المغاربة بعدد من المدن الإسبانية دفاعا عن الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وردا على الإستفزازات المتكررة بجبهة البوليساريو الإنفصالية ومناوراتها اليائسة، واعتداءاتها المتكررة على الشرعية وعلى المدنيين والتجار، خصوصا في معبر الكركرات الذي فتحته القوات العمومية المغربية بطريقة سلمية وحضارية ودون أي عنف أو اشتباك، وأيضا تعبيرا عن رفض المساس بمقرات البعثة الدبلوماسية للمملكة المغربية كما وقع في قنصلية فالنسيا.
عائشة الكرجي التي نذرت نفسها للدفاع عن مقدسات البلاد، حيثُ قضية الوحدة الترابية لازمة يومية بالنسبة لها، عانقت كذلك هموم المغاربة المهاجرين خاصة خلال جائحة كورونا، وتحرص على الدفاع عن كرامتهم وحقهم في العيش الكريم، وكذلك التعريف بحقوهم وحرياتهم، إذ تقول عائشة إن العمل داخل أوساط المهاجرين في ظل تنامي الخطاب العنصري في إسبانيا وأوروبا عموما، وخاصة “العنصرية المؤسساتية”، التي تزداد استفحالا بسبب استمرار الأزمة الإقتصادية التي إستفحلت خلال جائحة كورونا، والتي تعمل بعض الجهات على تصريف عبأها عليهم، ” لكننا نحاول بكيفية مستمرة تنظيم ملتقيات لفائدة مواطنينا من أجل الاستماع لهمومهم ومساعدتهم ماديا ومعنويا ومحاولة توجيهم نحو السبل الأفضل لمعالجة مشاكلهم”.
كما تشتغل عائشة الكرجي على عدة ملفات تهم الوضعية العامة للمهاجرين أبرزها مسألة التمثيل النيابي للمهاجرين بحيث تعتبر أنه حان الوقت، لإعمال بنود الدستور المتعلق بتمثيلية المهاجرين في البرلمان المغربي.
إنه السبيل الوحيد لتأطير الجاليات المغربية في بلاد المهجر وضمان كينونتهم كمواطنين مغاربة متشبثين بوطنهم وبمقدساته، تقول عائشة الكرجي.