طراك عاش الشعب.. الصرخة الموجعة التي أربكت المخزن والمطبلين له

4 نوفمبر 2019
طراك عاش الشعب.. الصرخة الموجعة التي أربكت المخزن والمطبلين له

بقلم: فوزية لهلال

تكلَّمَ الشَّعبُ الآخر.. المغرب المنسي، مغرب الضواحي والهوامش، الدّْروبَة والزّْناقي، شعب الصفر الذي لا يملك ما يخسره، والذي خرج الرابور الثلاثة من رحمه، ليتقيؤوا يئسا هذا الطراك الموجع، المزعج: عاش الشعب، فاتحين صدورهم لأنياب المخزن.. بعد ان استحالت الحياة الكريمة.

طراك عاش الشعب للرابور الثلاثة لزعر ولكناوي وولد لكرية، هي صرخة القاع المغربي الذي ولد منبوذا، عاريا من الصحة والتعليم والعدالة، مهمَّشا، مكسور الكرامة.. فخرجت الكلمات موجعة، صادمة كصفعة مفاجئة، التقطها ملايين المقهورين من ولاد الشعب، الاغراب في وطنهم، الرِّعاع/الرَّعايا في عيون المخزن، العرايا من الحقوق ومن المواطنة.. الذين وجدوا في الكلمات عزاء وتعبيرا عن واقع الحال..
خرج الصوت صادما، غاضبا، متجاوزا لكل الخطوط المتعددة الألوان، عاريا من الاصباغ، مباشرا، جريئا، موجها لأعلى سلطة في البلاد، ومتصدرا الطوندنس بما يشي أنه عبَّر عن توجُّهٍ للرأي العام.

الشيخ الفيزا زي رد على عاش الشعب، بعاش الحبس، واصفا الرابور الثلاثة بسِكِّيرٍ وعربيدٍ وحشَّاش..

هؤلاء سيدي الفقيه صوت الهامش، ولدوا من رحم الفقر وقلة الشِّي، سكان ما وراء القصور والفيلات، الذين يتعرضون لأشد أنواع التحقير والظلم الاجتماعي، ضيوف الوطن غير المرغوب فيهم، بوزبال، الذين لا تحتاجهم الدولة إلا في حالة الحروب..

انهم الذين لا عزاء، ولا ظهر، ولا سند لهم..وقد نطقوا بما لم يستطع الملايين البوح به، استنكرتَ الصرخة التي تجاوزت كل الخطوط..فلِمَ

لم تستنكر حجم التهميش والطحن الواقع على آلاف المفقَّرين الذين خرج هؤلاء من اصلابهم؟

وإذا كنت وأنت الفقيه، الخطيب، وعالم الدين تصدر عليهم تلك الأحكام، وتقيم لهم المشانق، وتضيق مساحة المحبة في قلبك حين يتعلَّقُ الأمر بهؤلاء..فماذا تركتَ لغيرك؟

دعهم لخالقهم فهو أدرى بقلوبهم التي قد تكون أشد نقاءً من قلوبنا، وركِّز في القضية..

قضية الثروة التي سائل عنها هؤلاء أعلى سلطة في البلاد..

قضية المغرب المنسي.. مغرب القاع المنتهكة حقوق أبنائه..

القضية التي لم يستطع البرلمان إيصالها، ولا الحكومة، ولا أنتم شيوخ السلطان، وما دام كلٌّ يغني على ليلاه، و”كيْنَشْ على عُرَّامو “،فاعلم سيدي أن ذلكم نشيد المقهورين، الذين تنكرتم لقضاياهم، ولٍحَقِّهٍم في العيش الكريم، في بلد الذهب والفضة والنحاس والفوسفاط، وجوج بحورا، والسياحة والفلاحة و….و…..

فلتبق حبيس قوقعتك ومصلاك ومريديك، ودع السِّكِّيرَ والعربيد والحشاش يصرخون قهرا بالنيابة، فلم نعد نطيق مزيدا من تعياشيت في ظل التفقير والحكرة الواقعة على جزء من هذا الشعب.

هذا الطراك لن يعجبك لا أنت ولا اشباه المثقفين، الذين لم يستسيغوا ان تلقى الصرخة الموجوعة كل هذا الصدى.. فتحدثوا عن القدوة ونسوا القضية.

هاته صرخة المغرب المنسي.. مغرب الضواحي والهوامش، الذي خرجنا من رحمه وخبَّرنا وجعه!

من حق المغاربة جميعهم ان يعيشوا في المغرب الذي تحدث عنه سعد الدين العثماني، والذي هو أحسن من فرنسا..

هذا هو المغرب الذي نريده وطنا للجميع.

عاش الشعب

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق