الصحافة _ كندا
انخرط صندوق الإيداع والتدبير في تحول استراتيجي عميق يعيد تموقعه كفاعل محوري في تنزيل النموذج التنموي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، من خلال إطلاق سلسلة مشاريع كبرى بالعيون والداخلة، تجمع بين البنيات التحتية، والصناعة، والتكنولوجيا، والتعمير، والسياحة، في رؤية تروم إرساء أسس نمو اقتصادي مستدام ومندمج.
ويأتي هذا التوجه في امتداد لمساهمة الصندوق في أوراش مهيكلة ذات أثر استراتيجي، من ضمنها الطريق السريع تيزنيت–العيون–الداخلة، الذي شكل رافعة حاسمة لفك العزلة وتعزيز المبادلات الاقتصادية بين شمال وجنوب المملكة، إلى جانب انخراطه في تطوير قطب صناعي ولوجستي مندمج بفوسبوكراع، بتمويل يقارب ملياري درهم، ضمن برنامج استثماري إجمالي يناهز 23 مليار درهم.
وأكد المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، خالد سفير، أن العيون والداخلة أصبحتا ضمن أولويات المجموعة، مبرزا أن الرهان لم يعد يقتصر على الاستثمار المباشر، بل يتجاوز ذلك إلى تهيئة بيئة جاذبة ومحفزة لانخراط القطاع الخاص، وفق مقاربة تعتمد الاستثمار العمومي كرافعة أولى للتمكين الاقتصادي.
وفي هذا الإطار، يستعد الصندوق لإطلاق مشروعين مهيكلين يتمثلان في إحداث واديين تكنولوجيين بكل من العيون والداخلة، بهدف خلق منظومات للابتكار تجمع الصناعات الاستراتيجية، والخدمات ذات القيمة المضافة العالية، والأنشطة التكنولوجية المتقدمة، مع ما يرافق ذلك من فرص شغل وتأهيل للكفاءات المحلية، واستقطاب للاستثمار الدولي.
وعلى المستوى الحضري، يعتزم الصندوق إنجاز مركز حضري جديد بمدينة الداخلة يمتد على مساحة تناهز 30 هكتارا، ليشكل قلبا عمرانيا حديثا يضم ساحة مركزية، وفضاءات تجارية، ومكاتب، ومؤسسة فندقية، في مشروع يواكب التحول الذي تعرفه المدينة ويعزز جاذبيتها الاقتصادية والسياحية.
كما يشمل هذا التوجه الاستثماري دعم العرض السياحي بالأقاليم الجنوبية، من خلال المساهمة في تطوير بنيات الإيواء الفندقي بالداخلة، انسجاما مع الرؤية الرامية إلى تثمين المؤهلات الطبيعية والسياحية للمنطقة، وإدماجها بشكل أكبر ضمن الخريطة السياحية الوطنية والدولية.
وتنسجم هذه الأوراش مع المنهجية التاريخية لصندوق الإيداع والتدبير، القائمة على التدخل الاستباقي كمستثمر عمومي صبور، يمهد الطريق أمام القطاع الخاص عبر توفير البنيات الأساسية وتقليص المخاطر، قبل فسح المجال لنضوج السوق. وهي المقاربة نفسها التي مكنت الصندوق، على مدى عقود، من لعب دور حاسم في بروز منظومات صناعية ومالية وحضرية كبرى بالمملكة.
وبهذا التوجه، يكرس صندوق الإيداع والتدبير استراتيجيته الجديدة بالصحراء المغربية، باعتبارها فضاء استراتيجيا لمستقبل الاقتصاد الوطني، عبر مشاريع مهيكلة تعزز الاندماج الترابي، وتدعم السيادة الاقتصادية، وتفتح آفاقا جديدة للتنمية المستدامة.














