صلاح الدين عبقري.. صنيعة بنسعيد من صفقات الوزارة إلى عرش شبيبة البام!

27 سبتمبر 2025
صلاح الدين عبقري.. صنيعة بنسعيد من صفقات الوزارة إلى عرش شبيبة البام!

الصحافة _ كندا

لم يكن مؤتمر شبيبة الأصالة والمعاصرة سوى مسرحية مكتوبة سلفاً، انتهت كما بدأت: بلا منافسة، بلا مفاجآت، وبلا روح ديمقراطية. النتيجة كانت محسومة: صلاح الدين عبقري، “الشاب المدلل” للوزير المهدي بنسعيد، يعتلي رئاسة الشبيبة بالإجماع، وكأن الأمر لا يحتاج إلى صناديق اقتراع بل إلى ختم حزبي فوق الطاولة.

صلاح الدين عبقري ليس اسم صعد من القاعدة إلى القمة؛ بل نموذج صارخ لـ “التسلق الصاروخي” بفضل شبكة الولاءات داخل ماكينة البام. في ظرف ثلاث سنوات فقط، انتقل من مستشار شاب في ديوان الوزير، إلى مدير مركزي مكلف بالصفقات والميزانية، ثم إلى كاتب عام بالنيابة، والآن رئيس شبيبة الحزب، فيما يُقدَّم بقوة كمرشح لتثبيت اسمه ككاتب عام رسمي لقطاع الثقافة.

لكن وراء هذا الصعود المثير للجدل، قصة أوضح: سميرة المليزي، الكاتبة العامة بالنيابة السابقة، جرى التخلص منها بقرار إداري مدروس لإخلاء الطريق أمام “صديق الوزير”، في عملية لا تخطئها العين عنوانها “تفصيل المناصب على المقاس”.

كما أن شبيبة البام، التي كان يُفترض أن تكون مدرسة لتأطير الشباب وصوتاً نقدياً داخل الحزب، تحولت إلى واجهة لإعادة إنتاج نفوذ الوزير داخل التنظيم، وإلى منصة لتكريس منطق الريع السياسي. ما وقع في بوزنيقة لم يكن حدثاً شبابياً بقدر ما كان تتويجاً لسيطرة تيار محدد على شريان الحزب، وإرسال إشارة واضحة بأن زمن المنافسة قد انتهى، وأن الولاء أصبح الطريق الوحيد للصعود.

السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل نحن أمام حزب يصنع القادة الشباب، أم أمام حزب يوزّع المناصب على أبناء “الدائرة الضيقة” للوزراء؟ وهل بهذا الأسلوب سيقنع البام المغاربة بأنه بديل سياسي جاد في انتخابات 2026؟

ما جرى مع صلاح الدين عبقري هو عنوان صارخ لأزمة السياسة في المغرب: أحزاب بلا ديمقراطية، منظمات شبابية بلا استقلالية، ومناصب عليا تُفصَّل على مقاس الولاءات، لا على كفاءة أصحابها.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق