صفية… الشابة الصحراوية التي تحولت عطلتها إلى احتجاز مرعب في قلب الجزائر

16 يوليو 2025
صفية… الشابة الصحراوية التي تحولت عطلتها إلى احتجاز مرعب في قلب الجزائر

الصحافة _ كندا

من إشبيلية إلى تندوف، ومن حضن أسرة بالتبني إلى غرفة معزولة في الجزائر… تعيش الشابة الصحراوية صفية، البالغة من العمر 28 سنة، مأساة إنسانية صادمة، بعدما تحولت زيارة عائلية قصيرة إلى كابوس طويل من الاحتجاز والإكراه، وسط صمت دولي، وتواطؤ سلطات الجبهة والجزائر.

كانت صفية قد انتقلت في فبراير 2023 من إسبانيا، حيث نشأت في كنف عائلة تبنتها منذ طفولتها، لقضاء عطلة مع والدتها البيولوجية داخل مخيمات تندوف. لكن الرحلة تحولت إلى مأزق مروع، بعد أن أخفت والدتها جواز سفرها، وجرى منعها من العودة، بل وتهديدها بالزواج القسري والتصفية الجسدية من طرف عمّها، كما أكدت ذلك في شهادة صوتية موجهة إلى والدتها بالتبني “ماريسول”.

في ماي 2024، استطاعت صفية الهروب نحو العاصمة الجزائر، ونجحت في الحصول على وثائق عبور من القنصلية الإسبانية، مرتين، لكن السلطات الجزائرية رفضت السماح لها بالمغادرة، بذريعة عدم توفر ما يسمى بـ”أمر مهمة” من سفارة البوليساريو. ورغم أن هذا الإجراء غير قانوني، فإنه تحول إلى أداة للمنع والتضييق، وسط صمت مريب من الجانب الجزائري، ورفض تام لمغادرتها دون موافقة العائلة البيولوجية.

الفتاة الصحراوية، التي تبلغ سن الرشد قانونيا، تعيش اليوم في عزلة خانقة بالعاصمة الجزائرية، محرومة من حقها الأساسي في حرية التنقل والعودة إلى بلد إقامتها، في وضع نفسي وصحي متدهور، كما نقل “منتدى فورساتين”، الذي كان سباقا إلى كشف تفاصيل القضية.

الملف وصل إلى البرلمان الإسباني، وحرّك المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، لكن دون أي نتيجة فعلية إلى حدود اليوم. كما حذر المنتدى من أن قضية صفية ليست استثناء، بل تكشف وجهًا مظلماً لحياة النساء في مخيمات تندوف، حيث يتم انتهاك الحقوق تحت غطاء التقاليد والتهديد، وبحماية سياسية غير معلنة من الجزائر لجبهة البوليساريو.

إنها شهادة أخرى تنضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات المسكوت عنها داخل تندوف، حيث تُختطف الأحلام، ويُحتجز البشر، في انتظار قرار لا يأتي، وعدالة لا تتحرك.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق