عبد الغني الموساوي
صفقة القرن كما يسميها البعض..
صفقة الذل والعار..
منذ متى نعقد الصفقات مع سفاح يقتل أطفالنا..
متى كنا نفاوض المستبد حول حريتنا .. والمستعمر حول ارضنا..
ولكنهم اليوم يفعلون..
فهذا ما يجيده العرب اليوم..
وفي أرض غير أرضهم..
من سمح لكم أيها الحمقى
فلسطين لأبنائها ..ليست للسعودية و لا للأردن و لا لمصر ولا للإمارات أو البحرين ..و لا لغيرها
فلسطين للفلسطينيين
و لا ترحيب للمستعمر الغاصب بارضنا
من البداية كانت و لازالت فلسطين بهامش كل حوار عربي
فمالنا اليوم ..هل أيقظتنا أمريكا من سباتنا لنفكر في سعادة الفلسطينيين
أم لنفكر في إسرائيل ..بعدما كان حلمها بضعة أمتار تقف فوقها
صارت اليوم تفكر في غزة و الخليل ..و في القدس العتيق
هل صارت إسرائيل قضيتنا..
أرجوك قل أني أحلم ..أو أنها مجرد مسرحية و سينتهي العرض و سنصفق بالنهاية..
أمريكا تقول والعرب يطبقون
يرتكبون الجرائم في حق الفلسطينيين.. ثم يقولون إن إسرائيل تبحث عن ود وحب الفلسطينيين
أي عقل سيصدق هذه المزحة..
ليس حبا في زمن الكوليرا وإنما حب في زمن الخونة..
باعوك يا قدس.. ولا زال المزاد قائما على ما بقي من جسدك العاري الهش..
باعوك يا فلسطين.. باعوك لأن إيران تقلقهم..
انقلبت الآية ..إيران صارت عدوا ..و إسرائيل حليفا و صديقا و خليلا إن تطلب الأمر..
صعقة القرن
التاريخ يستحي اليوم من تدوين هذه المهزلة …. ينظر إلى صلاح الدين .. إلى الفاروق وعمر..
لا تخجل يا تاريخ دون هذه العبارة ولا تستحي..
صفقة العار.. صفقة العرب..
شكرا لكم ياخونة العهد.. شكرا
فاليوم فلسطين وغدا أنتم..
فلا تقلقوا.. دوركم قادم لا محالة..
حين تتشابك الحروف وتغيب كل الكلمات، تبقى فلسطين كلمتنا قضيتنا.. سعادتنا وحزننا.. انتصارنا ونكبتنا، داءنا ودواءنا..
فلسطين تلك الكلمة التي قادتني الى كل الطرق ولم أجد طريقا يؤدي إليها.. جعلتني أجوب القواميس باحثا عن مفردات تستطيع شرحها.. عن كلمات تصفها او تنصفها.. عن مفاتيح تفك الاغلال عن أبوابها.. عن مدافع تحطم جدرانا تأسرها.. تطوقها..
بحثت عن قضية.. وجدت فلسطين أكبر منا ومن القضية..
سألت العرب عنها.. قالو إنها مسألة الأولين ولا شأن لنا بها..
فلسطين شأن الفلسطينيين..
فلسطين جزء منا.. من ذاكرتنا من تاريخنا من إسلامنا من قلوبنا من أجسادنا.. أيها الحمقى.. فأرواحنا لازالت تسكن القدس العتيق..
نتقاسم الالوان و العلم ..نتقاسم الوطن ..نتقاسم الحب ..نتقاسم الأمل..
الكثير من الأشياء.. الكثير من العوامل تضمنا وتجمعنا رغم محاولاتهم الكثيرة لتفريقنا وصدنا..
فلسطين الوطن..
فلسطين القلب والعشق..
نحن جزء منهم وهم جزء منا..
ما بالنا اليوم.. أين ذهبت نزعتنا
ما بال المفاهيم قد انقلبت بقواميسنا..
غدا المغتصب زوجا.. والمستعمر صديقا وحليفا..
وصار الصديق عدوا.. والوطن مجرد سلعة..
تباع بالأسواق الأمريكية..
من أنا …؟ من أنتم ومن نحن؟
قالو قديما أننا العرب …
العرب…
حين أجوب كتب التاريخ وأقرأ عن العرب وعن بطولاتهم، عن أعمالهم العظيمة التي خلدوها بأحرف من ذهب فوق اوراق الزمن تتملكني الرهبة.. تصيبني الدهشة، ويعتريني إحساس غريب..
أهو فخر.. أم خوف.. أم حسرة على الماضي الجميل..
من أنا؟ من أنتم ومن نحن؟
أننا العرب..
ولكن..
ماذا أخذنا من العرب.. أم هي أمجاد الأجداد نضعها بإطارات التاريخ ونعلقها بزوايا الذاكرة لا أكثر..
عذرا سيدي..
لم يعد لون العيون بنيا ولا الشعر صار فحميا.. لم نعد نرتدي الكوفية.. لم تعد الشجاعة والإقدام من صفاتنا.. العيون ازرقا ولون الشعر أشقرا.. وفوق الرأس نعتمر قبعات بمباركة صهيونية.. صار لون
الحب لم يعد فلسطينيا..
الحب لأمريكا.. والولاء لابنتها المدللة الصهيونية..
لم تعد قضيتنا.. فلسطين
على من سنلقي اللوم اليوم.. أنلوم التاريخ لأنه انقلب ضدنا وأدار وجهه.. أنلوم الأيام.. أم نلوم الأمهات.. اللاتي لم تنجبن صلاح الدين وعمرا..
متى سيفهم الأوغاد أن جوعنا ليس جوع طعام …جوع حرية وكرامة..
جوع إلى الوطن.. إلى الخريطة..
لن نستسلم وسنواصل حرب الحجارة ضدكم وضدهم وضد قدرنا..
واصلوا احتفالاتكم واصلو احتساء دمائنا فوق طاولات إسرائيل و أمريكا ..واصلو المسرحية..
كنا ولا زلنا للصمود عنوانا..
فلسطين لنا وستبقى..
واصلو طريقكم، واصلو مسرحياتكم القذرة..
تستقبلون المجرمين بأبراجكم السحابية
تنحنون لأسيادكم وتقبلون الأيادي الصهيونية…
فتبا لكم أيها الجبناء… تبا لكل خائن خان القضية…
لكم إسرائيل وأمريكا…
ولنا الله.
حسبنا الله ونعم الوكيل