صحيفة إسبانية: المغرب يحظى بأولوية لدى إدارة ترامب.. بينما إسبانيا تُهمَّش في السياسة الخارجية الأمريكية

29 يناير 2025
صحيفة إسبانية: المغرب يحظى بأولوية لدى إدارة ترامب.. بينما إسبانيا تُهمَّش في السياسة الخارجية الأمريكية

الصحافة _ كندا

كشفت صحيفة *إلموندو* الإسبانية، في تقرير حديث، عن التباين الكبير في مستوى العلاقات بين إسبانيا والولايات المتحدة خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، مشيرة إلى أن المغرب أصبح يحظى بمكانة استراتيجية متقدمة لدى واشنطن، في وقت تعاني فيه مدريد من فتور دبلوماسي واضح مع البيت الأبيض.

بحسب التقرير، ينظر ترامب إلى المغرب باعتباره شريكًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، نظرًا لدوره المحوري في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. هذه العلاقات القوية انعكست في قرارات أمريكية حاسمة، أبرزها الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء في ديسمبر 2020، وهو موقف أعاد تشكيل خريطة التحالفات الإقليمية.

وفي المقابل، تشير الصحيفة إلى أن إدارة ترامب لم تُبدِ اهتمامًا يذكر بإسبانيا، حيث لم يتم إجراء أي اتصال رسمي بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، أو حتى بين وزيري خارجية البلدين خلال الأسابيع الأولى من الولاية الثانية لترامب.

تشير الصحيفة إلى أن واشنطن لا تضع إسبانيا ضمن أولوياتها الجيوسياسية، نظرًا لعدم كونها قوة نووية أو دولة ذات أهمية استراتيجية في مواجهة روسيا، كما أنها تفتقر إلى ثقل سياسي واقتصادي مماثل لحلفاء آخرين مثل فرنسا أو ألمانيا أو المملكة المتحدة.

كما أن ترامب كان دائم الانتقاد لمستوى إنفاق إسبانيا العسكري، مما جعلها في موقع ضعيف داخل حلف الناتو، بينما لم تتلقَّ مدريد أي دعم استراتيجي يُذكر من واشنطن خلال السنوات الأخيرة.

يعزو التقرير هذا التوتر أيضًا إلى الخلافات الأيديولوجية العميقة بين ترامب وسانشيز، إذ يعتبر الرئيس الأمريكي أن الحكومة الإسبانية لا تدعم استراتيجيات واشنطن بالشكل المطلوب، خاصة بعد مواقفها المناهضة لسياسات ترامب، مثل انتقاده لعمالقة التكنولوجيا في وادي السيليكون، ومطالبته للاتحاد الأوروبي بتعزيز استقلاله عن النفوذ الأمريكي.

وسط هذا التوتر الدبلوماسي، يستفيد المغرب من تعزيز تحالفه مع الولايات المتحدة، حيث أصبح شريكًا استراتيجيًا لواشنطن في منطقة حيوية لأمنها القومي. في المقابل، تجد إسبانيا نفسها في موقف صعب، مع استمرار التجاهل الأمريكي لدورها التقليدي في أوروبا وأمريكا اللاتينية.

ويخلص التقرير إلى أن مدريد ستواجه تحديات كبيرة في استعادة موقعها كحليف رئيسي للولايات المتحدة، بينما يواصل المغرب تعزيز حضوره على الساحة الدولية، مستفيدًا من إعادة ترتيب الأولويات في الاستراتيجية الأمريكية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق