شهادات صادمة لأسر جهاديين مغاربة معتقلين بسوريا والعراق

15 يوليو 2021
شهادات صادمة لأسر جهاديين مغاربة معتقلين بسوريا والعراق

الصحافة _ الرباط

كشف تقرير برلماني حقائق صادمة عن حياة عائلات جهاديين مغاربة، عالقين بسوريا والعراق، من خلال تسجيلات من داخل السجن، كما يكشف التقرير نماذج لشباب مغاربة تسبب الفكر الجهادي في تدمير حياتهم.

وأبرز التقرير الذي أعده أعضاء المهمة الاستطلاعية المؤقتة “للوقوف على حقيقة ما يعانيه العديد من الأطفال والنساء والمواطنين المغاربة العالقين ببعض بؤر التوتر كسوريا والعراق”، والذي تمت مناقشته، أمس الثلاثاء 13 يوليوز الجاري، خلال اجتماع لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج، بالبرلمان، شهادات لمغاربة تسبب الفكر الجهادي في تحويل حياتهم إلى جحيم رفقة عائلاتهم.

شهادات من داخل السجن

كشفت مواطنة مغربية عمرها 26 سنة، في تسجيل صوتي توصلت به “تنسيقية المغاربة المعتقلين والعالقين في سوريا والعراق”، أنها مسجونة في سجن الرصافة بالعراق.

وأوضحت المواطنة المغربية، في التسجيل الذي استمع إليه أعضاء اللجنة البرلمانية، أنها مريضة وتعاني من نقص في التغذية، حيث أنها تفقد السيطرة على جسمها وتفقد الوعي لساعات، وهي مسجونة منذ 6 سنوات لم ترى خلالها عائلتها، مبرزة أنها “تدفع ثمن زواجها المغرر به”.

وقالت الشابة المغربية، في ذات التسجيل، إنها مسجونة رفقة مغربية أخرى وابنتها التي تبلغ سنتين، نافية أن يكون لهن أية علاقة مع التنظيم المتطرف، وأنهن ووقعتا في مشاكل كبيرة مع النساء المتشددات الموجودات في السجن، حيث يتم تهديدهن ووصفهن بـ”الكافرات” بسبب رغبتهن في العودة إلى الوطن.

وتابعت المتحدثة ذاتها، “عشنا سنتين من الرعب مع التنظيم استعملونا دروعا بشرية، ولما هربنا منهم وقعنا في يد الحكومة العراقية ونحن في السجن منذ 6 سنوات”.

وفي تسجيل آخر، ناشدت مواطنة مغربية، مسجونة بالعراق، السلطات المغربية، لإرجاعها إلى بلدها، رفقة ابنتها، موضحة أن وزارة الخارجية العراقية تهددها بإدخال ابنتها إلى دار الأيتام، في حال عدم ترحيلها إلى بلدها.

وأضافت الشابة المغربية البالغة 24 سنة، أنه تعيش ظروفا صعبة رفقة ابنتها في ظل الإهمال الصحي، وقالت “نحن كنا ضحايا أزواجنا المغرر بهم، نحن ضد الفكر المتطرف وهذا ما دفعنا للهرب من نظام الويلات والعذاب”.

رجل أعمال ومهندس في فخ الوهم

يحكي والد (ع.ن) أن ابنه كان رجل أعمال ناجح يشغّل معه عشرات الشباب، حيث أنه كان يقضي عطلته في إسبانيا وهولاندا، وآخر مرة قال أنه ذاهب إلى لندن، لكنه لم يعد.

وأضاف “تلقينا مكالمة منه بعد ذلك يخبرنا خلالها، أنه في سوريا، ليُصدم بعدها بأن واقع الحال يختلف عن الأوهام التي كان يتخيلها، ليقرر بعدها العودة، حيث أخبرنا يوم 20 فبراير 2019، أنه عائد إلى الوطن، لكن تم اعتقاله من طرف الأكراد”.

وتابع أن الأخبار التي جاءت من مخيمات الاحتجاز أفادت أن ابنه يعيش حياة قاسية في المخيم حيث أنهم “يأكلون العشب ويشربون الماء الملوث”.

طالب هندسة في سوريا

ومن جانبها، حكت أم شاب، طالب مهندس، كيف تم التغرير بابنها البالغ 19 سنة، والذي نشأ في أسرة ليس فيها تطرف ولا تشدد في الدين، موضحة أن ابنها كان متفوقا جدا في دراسته، حيث قضى مشواره الدراسي بشعبة العلوم الرياضية، والتحق بعد ذلك بالأقسام التحضيرية، ثم بمدرسة المهندسين وهو في سنته الثانية.

وأوضحت أنها أصبحت تلاحظ تغيرا عليه من ناحية اللباس، حيث بدء يلبس السروال “القندريسي”، كما أصبح يتجنب إلقاء التحية على صديقاتها.

وقالت “لاحظنا هذا التغيير لكن لم نبال بالأمر. لكني لم أكن أظن أنه انحراف بشكل آخر، أنا لا أعلم من غيَّره أظن أنهم أجروا له غسيل دماغ”.

وأضافت أن ابنها أخبرها أنه يريد السفر إلى أكادير لزيارة أصدقائه، لتتفاجأ بعدها أنه ذهب إلى تركيا، حيث دخل إلى سوريا، ليقرر بعدها الرجوع “لأنهم ذهبوا ورأوا ما لم يسبق لهم أن رأوه، وأن ما قيل لهم ليس صحيحا… يوجد هناك فقط الظلم”، بعد ذلك ألقي القبض عليه من طرف الأكراد، و”مرت مدة أربعة أشهر لا تبلغني أخباره، لأتوصل بعدها بمكالمة من الصليب الأحمر أخبر فيها أن ابني أرسل لي رسالة وهو معتقل في سوريا”.

عندما يتحول الحلم إلى كابوس

كشفت مريم زبرون، الكاتبة العامة للتنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق، أمام اللجنة، جانبا من الأوضاع المأساوية في هذه السجون، “حيث تغيب الإنسانية وتتوارى أقل صور الإنسانية بؤسا خلف ستائر القهر والبؤس والظلامية”.

وأضافت أن نساء مغربيات وقعن في شباك العبودية والقهر والإذلال والاستغلال والاستعباد، منهن من التحقن بأزواجهن، ومنهن من رحلن مع الأسرة لصغر سنهن، وقليل منهن من رحلن إلى هناك بمحض إرادتهن، غير أن غالبيتهن الساحقة تعبرن عن ندمِهِنَّ العيش في الخيمات بالنسبة للنساء والأطفال، التي وصفته بأنه “رواق من أروقة الجحيم”.

وأوضحت كيف يتعرضن إلى الاستعباد والاستغلال والاعتداءات المتتالية التي تكون غالبا بدون مبرر، كما لا يسلم الأطفال من هذه الممارسات الهمجية، حيث يضطرون للخضوع لأعمال السخرة، ويقطن في خيام مهترئة ممزقة لا تحمي من قساوة الطبيعة لا صيفا حيث الحرارة الخانقة، ولا شتاء حيث البرد القارس، ومياه الأمطار والأوحال والقوارض والزواحف، حتى أنه أحيانا يصير العيش في البراري أرحم وألطف.

كما تمت الإشارة إلى الظروف المأساوية، التي يعيشها الشباب المعتقل في سجون الميليشيات المسلحة، بفعل انعدام القانون وانعدام أبسط قوانين الاعتقال، حيث يعيشون في ظروف مناخية قاسية سواء في الصيف أو الشتاء الأمر الذي ينجم عنه أمراض ومشاكل صحية طالما حاربتها الدول والمنظمات الصحية مثل داء السل الذي انتشر في صفوف المعتقلين، دون نسيان التعرض للإصابة بكوفيد-19 مع انعدام شروط الاحتراز الصحية والوقاية من الجائحة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق