الصحافة _ كندا
في خطوة تاريخية ترسّخ مكانة المغرب في مصاف القوى الرياضية العالمية، فاز تحالف يضم شركتي البناء المغربيتين SGTM وTGCC بصفقة تشييد ملعب “الحسن الثاني” بمدينة الدار البيضاء، والذي من المرتقب أن يكون أكبر ملعب لكرة القدم في العالم من حيث الطاقة الاستيعابية.
وقد بلغت قيمة الصفقة 3.4 مليار درهم مغربي (حوالي 373 مليون دولار)، وفقًا لما كشف عنه محضر التسليم الرسمي الموقع اليوم الإثنين بمقر الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة بالعاصمة الرباط، والتي تشرف على المشروع.
الملعب، الذي يُعد أحد أبرز أوراش الاستعداد لتنظيم كأس العالم 2030 بمشاركة كل من المغرب وإسبانيا والبرتغال، سيتسع لحوالي 115 ألف متفرج، متجاوزًا بذلك كل الملاعب العالمية من حيث الطاقة الاستيعابية، مما يؤهله لاحتضان المباريات الافتتاحية أو النهائية للبطولة.
وقد تم تصميمه من طرف شركة الهندسة الأمريكية الشهيرة Populous، المتخصصة في البنيات الرياضية الكبرى، بشراكة مع المهندسة الكورية لينا شاو والمهندس المعماري المغربي طارق أولعلو. ويستلهم تصميمه الطابع المغربي الأصيل، حيث يأخذ شكل “الموسم” المغربي، وهو تجمع تقليدي جماعي تحت خيمة كبيرة تحيط بها مناظر طبيعية تعكس الهوية الثقافية للمملكة.
وسيمتثل الملعب لكل معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وسيُعتمد بعد انتهاء البطولة كمقر رئيسي لقطبي الدار البيضاء، الرجاء الرياضي والوداد الرياضي، مع ما يعنيه ذلك من تحول في البنية التحتية الرياضية على مستوى العاصمة الاقتصادية.
ويأتي هذا المشروع الضخم ضمن خطة شاملة أعلنت عنها المملكة سنة 2023، تروم تأهيل ستة ملاعب كبرى في كل من الدار البيضاء، الرباط، طنجة، فاس، مراكش، وأكادير، بميزانية إجمالية تصل إلى 20.5 مليار درهم، في إطار التحضير لكأس العالم 2030.
الصفقة تمثل أيضًا انتصارًا نوعيًا للكفاءة المغربية في مجال البناء والهندسة، حيث تفوقت شركتا SGTM وTGCC على منافسين دوليين، مما يعزز الثقة في قدرات الفاعلين الوطنيين على إنجاز مشاريع كبرى بمعايير عالمية.
ومع بداية الأشغال المرتقبة، يدخل المغرب فعليًا مرحلة العد العكسي نحو تنظيم مونديال غير مسبوق، يعكس طموح المملكة في الريادة القارية والعالمية على مستوى الرياضة والتنمية المستدامة.
