الصحافة _ كندا
زيت الأركان، كنز المغرب الطبيعي وذهبُه السائل، بات اليوم في مرمى أطماع شركات أجنبية، على رأسها الشركة الفرنسية “Olvea”، التي تسعى للهيمنة على هذا القطاع الحيوي. هذا الزيت، الذي ارتبط لقرون بالهوية والثقافة المغربية، تحول إلى ساحة صراع اقتصادي حاد بين الفلاحين المحليين والمستثمرين الأجانب الباحثين عن الربح السريع.
محاولات “Olvea” للسيطرة على سوق زيت الأركان، أثارت موجة من السخط الشعبي في المغرب، خاصة في المناطق التي تعيش على زراعة شجرة الأركان وتحويلها إلى مصدر رزق كريم. فالمزارعون ينظرون إلى هذه الثروة كميراث جماعي لا يُقدّر بثمن، ولا يمكن التفريط فيه لصالح شركات تحاول فرض منطق السوق على حساب العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
المخاوف تتصاعد من أن يؤدي هذا التوغل الأجنبي إلى تقويض الزراعة التقليدية للأركان، وتهديد سبل عيش آلاف العائلات التي تعتمد عليه. ومع تنامي هذا الخطر، تصاعدت الأصوات المطالبة بتدخل الدولة لحماية “أركان المغرب” من السطو الاقتصادي، ووضع حد لأي استغلال خارجي يهدد الاستقرار الاجتماعي في القرى والمناطق الجبلية.
جمعيات المجتمع المدني دخلت على خط الأزمة، وأطلقت حملات توعوية تدعو إلى دعم المزارع المحلي، وتطالب بتفعيل قوانين صارمة تمنع الاحتكار وتحفّز الاستثمار الوطني. فالرهان اليوم لم يعد فقط اقتصادياً، بل وطنياً بامتياز، عنوانه العريض: “ثروات المغرب لأبنائه، لا لجيوب الشركات العابرة للقارات”.