الصحافة _ كندا
انطلقت، اليوم السبت بمدينة الجديدة، فعاليات النسخة السادسة من أيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، والتي تتواصل إلى غاية 21 ماي الجاري، مقدّمة للجمهور المغربي واحدة من أكبر التظاهرات الأمنية التي تمزج بين التكنولوجيا، التكوين، والعرض الميداني لمهام الشرطة.
في مساحة عرض شاسعة تفوق 20 ألف متر مربع، فتحت المؤسسة الأمنية أبوابها على مصراعيها أمام المواطنين، في مشهد يعكس فلسفة القرب والانفتاح التي باتت توجهًا استراتيجيًا في عمل المديرية. المناسبة ليست فقط استعراضًا للقوة ولا مناسبة احتفالية، بل محطة تواصلية كبرى تهدف إلى تقريب المواطن من تفاصيل العمل الشرطي، والتعريف بمهام وتخصصات رجال ونساء الأمن الوطني.
الزائر يجد نفسه أمام بانوراما مبهرة من الأروقة والفضاءات التي تكشف عن العمق التقني والإنساني لمهن الشرطة. من الشرطة العلمية والتقنية التي تأخذ الحضور إلى قلب مسرح الجريمة، إلى ورشات تحاكي استظهار البصمات وتقنيات رسم الصور التقريبية وتحليل الحمض النووي والسموم، وصولًا إلى أحدث الابتكارات في مواجهة التهديدات الكيميائية والبيولوجية، حيث يحضر العلم بأدق أدواته لتدعيم العدالة وحماية المجتمع.
وليس بعيدًا عن هذا المستوى من التخصص، يسلط فضاء التدخل الضوء على وحدات النخبة التي تواجه الإرهاب والجريمة المنظمة، مستعرضًا عربات مدرعة وتجهيزات تدخل متقدمة. أما وحدات مكافحة المتفجرات والفرقة المركزية للتدخل، فقدّمت عروضًا حيّة لمهاراتها العالية في التعامل مع الأخطار المعقدة، كما شدّت “الشرطة السينوتقنية” الأنظار بدور الكلاب المدربة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من العمل الأمني الميداني، إلى جانب استعراضات شرطة الخيالة وتجهيزاتها الخاصة.
من جهة أخرى، يحظى الجانب التوعوي بحيز كبير من الاهتمام، من خلال فضاء السلامة الطرقية الذي خُصص لتثقيف الأطفال والناشئة حول مبادئ السير الآمن، وأجهزة محاكاة متطورة تُظهر مخاطر الطريق، بشراكة مع الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية.
أيام الأبواب المفتوحة لم تغفل البُعد المؤسساتي والإنساني، حيث خصص رواق خاص لشرح مسار ولوج أسلاك الشرطة وتكوينهم، وتقديم خدمات مؤسسة محمد السادس والجمعية الأخوية، إلى جانب متحف الأمن الوطني الذي يأخذ الزوار في رحلة زمنية عبر الذاكرة المهنية للمؤسسة، من خلال سيارات وأزياء وتجهيزات من أرشيف العمل الأمني المغربي.
أما البُعد المعرفي، فيتجلى في البرنامج الموازي للندوات العلمية التي تُعقد في قاعة مخصصة، لمناقشة مواضيع آنية على رأسها الذكاء الاصطناعي في الأمن، الأمن الرياضي في أفق احتضان كأس العالم 2030، والتحول الرقمي من خلال الهوية الوطنية الرقمية، إضافة إلى مناقشة تجربة المغرب الرائدة في التعاون الأمني الدولي، ومنصة “إبلاغ” كآلية مواطِنة لخدمة الوطن.
من خلال هذا الحدث، تواصل المديرية العامة للأمن الوطني تكريس نهج الانفتاح على محيطها المجتمعي، عبر تظاهرة تفاعلية موجهة لكل فئات الشعب، تُجسد بوضوح رؤية مؤسساتية تجعل من المواطن محورًا للعمل الأمني وشريكًا في صون الاستقرار.