الصحافة _ كندا
في مشهد غير معتاد داخل صفوف الأغلبية الحكومية، تفجّر خلاف جديد داخل حزب التجمع الوطني للأحرار بعد أن وجّه الرئيس السابق لفريق الحزب بمجلس النواب محمد غيات انتقادات علنية لوزير التربية الوطنية سعد برادة، المنتمي بدوره إلى الحزب نفسه، بسبب ما وصفه بـ“الإخفاقات المقلقة” في قطاع التعليم.
وخلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة، عبّر غيات عن استغرابه من استمرار ظاهرة الاكتظاظ داخل الأقسام الدراسية، قائلاً إن “الوضع أصبح غير مقبول، فبينما يقوم الملك أول أكس بتدشين مصنع لمحركات الطائرات، نجد أقساماً تضم أكثر من 70 تلميذاً”، في مقارنة تحمل رسائل سياسية واضحة حول التفاوت بين وتيرة الإصلاح الصناعي والإصلاح التربوي.
وأشار القيادي التجمعي إلى أن “الأستاذ لا يمكنه إدارة قسم بهذا الحجم، وقد تكون الأقسام المفككة حلاً مؤقتاً لتقليص الاكتظاظ”، قبل أن يضيف بنبرة انتقادية: “الإخفاقات في قطاع التعليم تتطلب من الوزير الابتعاد عن منطق التدبير النمطي، فالطرق التقليدية لم تعد كافية، ويجب التفكير في حلول مبتكرة وواقعية”.
ورغم إشادته بجُهود الوزير خلال الصيف، مؤكداً أن “كل الوزراء كانوا في عطلة بينما الوزير برادة واصل العمل”، فإن غيات شدد على أن “ذلك لا يعفي من الاعتراف بوجود اختلالات عميقة”، في إشارة إلى تفاقم ظاهرة الهدر المدرسي التي طالت 260 ألف تلميذ، داعياً إلى “تحرك عاجل قبل أن تتحول هذه الأرقام إلى مأساة اجتماعية”.
هذه التصريحات، التي وُصفت داخل كواليس البرلمان بـ“المحرجة”، تعكس تصدعات داخلية متنامية في حزب التجمع الوطني للأحرار، خصوصاً في ظل الانتقادات المتزايدة لأداء بعض الوزراء التجمعيين، وتزايد الغضب داخل القواعد الحزبية من غياب الانسجام في المواقف بين الحكومة وفريقها البرلماني.
ويرى مراقبون أن هذا التوتر قد يكون بداية صراع صامت داخل الحزب بين الجناح السياسي الذي يقوده غيات داخل البرلمان، والجناح التنفيذي الذي يمثله الوزراء في الحكومة، في وقت تستعد فيه البلاد لمناقشة مشروع قانون مالية 2026 وسط ضغط اجتماعي متصاعد وتراجع ملحوظ في ثقة الرأي العام في أداء الحكومة.