الصحافة _ وكالات
أكدت كريمة بنيعيش سفيرة المغرب في إسبانيا أن التدخل المشروع للمغرب في منطقة الكركرات استهدف بالأساس فك الحصار عن هذا المعبر الحدودي الحيوي وتأمين تدفق الحركة التجارية والتنقل في منطقة استراتيجية وحيوية ليس بين المغرب وموريتانيا فحسب وإنما بين أوروبا وإفريقيا .
وقالت كريمة بنيعيش أمس السبت في مقابلة مع الإذاعة الوطنية الإسبانية إن المغرب تدخل في إطار صلاحياته وفي امتثال كامل للشرعية الدولية بشكل سلمي وآمن بعد رفض ميليشيات “البوليساريو” التي اقتحمت معبر الكركرات بهدف عرقلة حركة تنقل الأشخاص والبضائع الانسحاب من المنطقة رغم الدعوات المتكررة للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة .
وأوضحت أن المغرب لم يقم إلا بإعادة فتح هذا المعبر بشكل آمن وسلمي تحت أنظار عناصر بعثة ( المينورسو ) وفرض طوقا أمنيا من أجل تأمين وضمان الانسيابية للحركة التجارية ولحرية تنقل الأشخاص والبضائع .
وشددت سفيرة المغرب في إسبانيا على أن ” البوليساريو ومن خلال إقحامها لميليشيات تابعة لها بمنطقة الكركرات على مدى أسابيع قد خرقت وقف إطلاق النار” في المنطقة مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تخرق فيها البوليساريو اتفاق وقف إطلاق النار كما كشف عن ذلك التقرير الأخير لمجلس الأمن الدولي الذي أحصى 53 خرقا لهذا الاتفاق من طرف البوليساريو حتى أكتوبر الماضي .
وأضافت أن ميليشيات البوليساريو أقدمت خلال محاولتها إغلاق معبر الكركرات على إقحام الأطفال والنساء في هذا الفعل الإجرامي وهو ما يتنافى مع جميع المواثيق والأعراف الدولية .
ومن جهة أخرى أكدت سفيرة المغرب بإسبانيا أن العلاقات القائمة بين المغرب وإسبانيا هي علاقات متميزة ومتعددة الأبعاد ترتكز على دعامات وأسس الثقة المتبادلة والشراكة الاستراتيجية الشاملة مشيرة إلى أهمية التعاون الوثيق والتنسيق الدائم والمتواصل القائم بين الرباط ومدريد في تدبير العديد من القضايا ومن ضمنها تدفقات الهجرة غير الشرعية وهو التعاون الذي راكم فيه البلدان لاسيما وزارتي الداخلية نتائج جد إيجابية ومكتسبات أضحت مثالا يحتدى في مجال التعاون بين بلدين جارين وصديقين .
وشددت على أن الضغط الذي لوحظ في الأسابيع الأخيرة جراء تدفقات المهاجرين السريين على السواحل الإسبانية خاصة في اتجاه جزر الكناري نتج بالأساس على الإغلاق التام وشبه الكلي لمسارات وطرق الهجرة غير الشرعية بالبحر الأبيض المتوسط بفضل الجهود التي مافتئ المغرب يبذلها لمكافحة هذه الظاهرة بتعاون وثيق مع السلطات الإسبانية مضيفة أن شبكات و( مافيات ) الاتجار بالبشر اضطرت أمام هذا الوضع إلى تغيير مخططاتها وفتح مسارات وطرق جديدة على الواجهة الأطلسية ما يفرض تكثيف الجهود وفق مقاربة شمولية لمحاربة هذه الظاهرة التي ضحاياها هم في الغالب الأعم من الشباب الذين ينتمون لمختلف بلدان إفريقيا جنوب الصحراء .
وذكرت بالزيارة التي قام بها وزير الداخلية الإسباني فرناندو غرادي مارلاسكا إلى المغرب يوم الجمعة الماضي ومباحثاته مع نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت مؤكدة على أهميتها حيث عكست مدى التعاون والتنسيق الوثيق والسلس والمتواصل بين البلدين وبين الوزارتين في العديد من المجالات بالإضافة إلى ملف الهجرة غير الشرعية مثل مكافحة الإرهاب أو محاربة المنظمات المتورطة في الجريمة وغيرها .
المصدر: kesh24