بقلم عبدالرحمان عدراوي من كندا
رمت جائحة كوفيد-19 بآثارها السلبية على جميع بلدان العالم، إلا أن وقع هاته الآثار السلبية كانت بنسبة مختلفة، فهناك شركات عالمية خسرت الملايير، وأخرى أغلقت أبوابها، وعلى الصعيد المحلي، فالجائحة ضربت شركات مغربية فأوجعتها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، شركة الخطوط الملكية ما زالت تعاني ماديا رغم حصولها على دعم مالي هام من الحكومة.
فإذا كانت اليوم شركات بعظمة شأنها تعاني، فماذا عن أشخاص توقف مصدر رزقهم عن النشاط منذ أشهر، والمثال هنا من مولاي يعقوب المركز، حيث تعتبر المسابيح العمود الفقري لاقتصاد البلدة، وتوقفها منذ أشهر، أصاب معظم ساكنة مولاي يعقوب بسوء قضى على مدخراتهم لسنوات مضت، ومنهم من لم يعد معه ما يكفيه لتوفير قوت يوم أسرته لأسبوع.
بحكم علاقتي الطيبة مع ساكنة مولاي يعقوب، يتصل بي بين الفينة والأخرى أحد السكان، ليشكوا علي حاله الخاص وحال باقي سكان مولاي يعقوب، الذين لم يعتادوا طلب الصدقات من غيرهم، وهم المعروف عنهم العمل صباح مساء، بهمة وجد، من أجل توفير لقمة عيش حلال.
وتحسب المهن المتوفرة في مولاي يعقوب على رؤوس الأصابع، وهي نفس المهن التي يزاولها أغلب ساكنة البلدة، وكلها متوقفة على السياحة الداخلية التي تدور حول الاستحمام بمياه مولاي يعقوب الدافئة والطبية؛ إلا أن كل هاته المهن متوقفة حاليا بسبب انعدام الزوار للبلدة، وهو ما تسبب في توقف مصدر عيش أغلب السكان.
البارحة ترك لي شاب لا أعرفه، لكنه يعرفني من خلال متابعته لمنشوراتي، ومن خلال ما يسمع من والده عن والدي وعائلتي، كلامه كان مؤثرا للغاية، الحالة أصبحت جد صعبة على الجميع في مولاي يعقوب، وأنا لا أملك إلا أن أوجه نداء لجلالة الملك محمد السادس، من أجل الالتفاتة إلى سكان مولاي يعقوب الطيبين، وتوفير المساعدة الممكنة لهم، من أجل تخطي هاته المحنة.