الصحافة _ كندا
تتهيأ العاصمة الفرنسية باريس لاستقبال زيارة رسمية مرتقبة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في خطوة دبلوماسية وازنة تعكس رغبة مشتركة في إعادة ترتيب مسار العلاقات بين الرباط وباريس، وفق ما أوردته منصة “أفريكا أنتليجنس”.
وتكتسي الزيارة طابعاً خاصاً، كونها تأتي بالتزامن مع التحضيرات الجارية لإحياء الذكرى السبعين لانتهاء نظام الحماية الفرنسية على المغرب، المقررة في 2 مارس 2026، وهي مناسبة تمنح البلدين فرصة لإعادة تقييم علاقتهما التاريخية وإعطائها نفساً جديداً. وتشمل التحضيرات مراجعة شاملة للأجندة الدبلوماسية، مع برمجة لقاءات رسمية وأنشطة ثقافية واقتصادية تروم إبراز عمق الروابط بين الجانبين.
وتشير مصادر متطابقة إلى أن باريس تولي أهمية كبيرة لهذه الزيارة، سواء من حيث رمزيتها التاريخية أو من حيث انعكاساتها على تموقع فرنسا في شمال إفريقيا. وفي المقابل، ينظر المغرب إلى الزيارة باعتبارها محطة لإبراز توجهاته الاستراتيجية الحديثة، وتعزيز موقعه الإقليمي كشريك مستقر وفاعل في المعادلات الجيوسياسية الجديدة.
ويرتقب أن تتناول المحادثات المغربية-الفرنسية قضايا محورية من قبيل الأمن، ومكافحة الإرهاب، والهجرة، إضافة إلى ملفات التعاون الاقتصادي والاستثمارات المشتركة، فضلاً عن تنسيق الجهود الثقافية والدبلوماسية.
وتتجه التوقعات إلى أن الجانبين يسعيان لتوفير ظروف مثالية لإنجاح الزيارة، وجعلها نقطة تحول نوعية في العلاقات الثنائية، خصوصاً في ظل الديناميات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تفرض إعادة ضبط الأولويات برؤية براغماتية ومتوازنة.
وتُعدّ الزيارة المرتقبة اختباراً لدبلوماسية البلدين، وفرصة لإرساء مرحلة جديدة قائمة على المصالح المتبادلة، وتطوير شراكة تليق بالرصيد التاريخي الذي يجمع المغرب وفرنسا، بما يستجيب لتطلعات المرحلة المقبلة.
