زيارة قائد “أفريكوم” إلى المغرب تؤكد تحول النفوذ الأمريكي في إفريقيا وتُعمّق عزلة الجزائر

21 نوفمبر 2025
زيارة قائد “أفريكوم” إلى المغرب تؤكد تحول النفوذ الأمريكي في إفريقيا وتُعمّق عزلة الجزائر

الصحافة _ كندا

في خطوة تحمل دلالات استراتيجية واضحة، قام قائد القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا “أفريكوم”، الجنرال داغفين أندرسون، بزيارة رسمية إلى المغرب يومي 20 و21 أكتوبر، في أول تحرك خارجي له منذ توليه القيادة، في سياق يشهد تحولات عميقة في موازين القوة داخل القارة.

مصادر عسكرية أمريكية وصفت الزيارة بأنها “مفصلية”، لكونها تمت في مرحلة تعرف إعادة رسم علاقات واشنطن مع شركائها الأفارقة، في وقت يتراجع فيه الدور الإقليمي للجزائر ويزداد تقاربها مع موسكو وطهران، ما دفع الولايات المتحدة إلى تعزيز تحالفها الاستراتيجي مع الرباط.

وخلال الزيارة، عقد الجنرال أندرسون سلسلة لقاءات رفيعة المستوى شملت الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، والمفتش العام للقوات المسلحة الملكية الجنرال محمد بريض. وقد تم التشديد، وفق المعطيات الرسمية، على “متانة التحالف العسكري بين الرباط وواشنطن” وعلى أهمية تعميق التعاون الدفاعي لمواجهة التهديدات المتصاعدة في الساحل وإفريقيا الغربية.

وأكد قائد “أفريكوم” أن الشراكة المغربية–الأمريكية تقوم على الثقة والمصالح المشتركة، وأن المغرب أصبح ركيزة أساسية في الاستراتيجية الأمنية الأمريكية بالقارة، نظراً لاستقراره السياسي وقدراته العسكرية المتطورة ودوره المحوري في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي.

وشملت الزيارة أيضاً تفقد قاعدة بن جرير الجوية، التي تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى مركز إقليمي متقدم للتدريب العسكري وتطوير القدرات العملياتية، خصوصاً في مجال القوات الخاصة والطيران. وتستعمل هذه القاعدة بشكل واسع في مناورات “الأسد الإفريقي”، أكبر تمرين عسكري أمريكي بإفريقيا.

ويجمع خبراء عسكريون على أن هذا التطور يجعل المغرب ليس فقط شريكاً للولايات المتحدة، بل منصة مركزية لدعم قدرات دول إفريقية صديقة، ما يمنح الرباط مكانة قوية في الهندسة الأمنية للقارة.

وتزامنت زيارة الجنرال أندرسون مع وضع دبلوماسي متوتر تعيشه الجزائر، التي فقدت خلال السنوات الأخيرة قسطاً كبيراً من ثقة المؤسسات الأمريكية، بسبب تورط شبكات قريبة من النظام في أنشطة تمويل وتسليح جماعات مسلحة في إفريقيا وغزة، إضافة إلى ارتمائها المتزايد في حضن روسيا وإيران.

وتشير تقارير أمريكية إلى أن واشنطن تتعامل اليوم بحذر شديد مع الجزائر، مما يعزز انتقال القيادة الأمريكية نحو شراكات أكثر استقراراً وموثوقية، وعلى رأسها المغرب.

بهذه الزيارة، يكرّس المغرب موقعه كحليف استراتيجي أول للولايات المتحدة في شمال إفريقيا، فيما تتعمق عزلة الجزائر داخل المنظومة الغربية، في وقت تتجه فيه المنطقة نحو إعادة صياغة توازناتها الأمنية والدبلوماسية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق