بقلم: مصطفى الفن
حسنا فعلت عواطف حيار وزيرة الأسرة والإدماج، التي تم استوزارها باسم حزب لا تعرف عنه ولا عن نسائه ولا عن رجاله ولا عن مناضليه أي شيء..
أتحدى الوزيرة حيار أن تقول لنا من هي رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية الآن؟
ويبدو أن الوزيرة عواطف استسلمت لعواطفها الجياشة في هذه الظرفية الحساسة جدا من تاريخ حزب عريق ما عاد يشبه نفسه.
وهكذا كان أول قرار اتخذته وزيرة الأسرة والإدماج هو أنها أدمجت فردا من أسرتها في الوزارة:
الوزيرة عينت زوجها مديرا لها على رأس الديوان.
وهذا لعمري يا “عمري” هو الإدماج الأسري وإلا فلا..!
وبالمناسبة فأول من نشر هذا الخبر هو موقع مدار 24 لناشره الصحافي محمد بلقاسم.
لنعد إلى الأهم.
والأهم هو أن الوزيرة عواطف، التي وضعت “نصفها الثاني” أمامها بالديوان خشية أن يطير منها، لم تقم بأي شيء سوى أنها “قلدت” وزيرة سابقة في حكومة عباس الفاسي.
وأقصد هنا الراحلة ثريا جبران رحمها الله قبل أن يصبح زوج ثريا هو الوزير للجميع وهو الوزير لكل شيء وهو وزير الوزيرة أيضا..
بل إن الزوجة ثريا رحمها الله أصبح مطلوبا منها أن تستأذن الزوج في شؤون البيت وفي شؤون الوزارة أيضا.
وظني أن هذا الذي فعلته الوزيرة عواطف هو عبث وخفة ورعونة وهو أيضا خروج مائل من الخيمة..
نعم إن الأمر بكل هذه الأبعاد لأن هذا الذي فعلته الوزيرة عواطف تزامن أيضا مع إعفاءات أخرى متسرعة عصفت بموظفين هم في الأصل مكسب للإدارة المغربية..
الوزيرة عواطف أعفت هؤلاء الموظفين خلال الأسبوع الثاني من جلوسها على كرسي الوزارة حتى دون أن تعرف عن هؤلاء الموظفين ولا عن أدائهم ولا عن مساراتهم المهنية أي شيء.
ورأيي أن هذا “الأسلوب الطائش” في تدبير وزارة هامة لم يفاجئ بعض المقربين من هذه الوزيرة “المزروبة” على “عمرها”..
و”العمر” كله بالنسبة إلى السيدة الوزيرة هو زوجها وليذهب الباقي والمرأة الاستقلالية وحزب الاستقلال إلى الجحيم..
وأقصد هنا أن سعادة الوزيرة عواطف حاولت، في وقت سابق، أن تضع زوجها كنائب لها داخل رئاسة جامعة الحسن الثاني..
وعندما تحفظت الوزارة الوصية على هذا القرار لأسباب غير معروفة فإن الوزيرة عواطف احتفظت بالزوج إلى جانبها برئاسة الجامعة بمهام غامضة..
ورغم تحفظ الوزارة فقد ظل الزوج هو الرئيسي الفعلي للجامعة ضدا على أخلاقيات الجامعة وضدا على الوزارة أيضا..
شخصيا لم أفهم كيف أن زوج رئيسة جامعة ومسؤول في الجامعة نفسها..
لكنه لا يجد أي حرج أخلاقي في أن “يزاحم” أبناء الشعب ليسجل نفسه في أكثر من ماستر بطرق غير أخلاقية في كليات تابعة لهذه الجامعة التي ترأسها زوجته.
بل إن سعادة زوج الوزيرة هو الذي يتحكم عمليا وفعليا في مصير القيدومبن والعمداء في هذه الكليات حتى لا نقول إنه رئيسهم المباشر..
زوج الوزيرة يتحكم أيضا، عمليا وفعليا، حتى في مصير الأساتذة الجامعيين الذين يشرفون على أطروحاته في هذه الكليات التابعة لنفوذه ولنفوذ زوجته..
أخلاقيات الجامعة كحقل للعلم والمعرفة تفرض أن يسجل زوج رئيسة جامعة نفسه بماستر في جامعة أخرى لا أن يحرم بسطاء الطلبة من التسجيل..
أكثر من هذا، فالسيد لا يحضر حتى الى المدرجات من أجل الدراسة كباقي الطلبة..
أخشى أن يكون فعل هذا فقط لأنه زوج رئيسة الجامعة والآن هو زوج الوزيرة..