الصحافة _ كندا
كشف محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، عن ممارسات صادمة لمسؤولين محليين في التعامل مع متضرري الزلزال، حيث اتهم بعضهم بـ تهديد الضحايا لمنعهم من الحديث عن معاناتهم للإعلام، بدل السهر على تلبية احتياجاتهم وإيجاد حلول عاجلة لأوضاعهم المأساوية.
الغلوسي، الذي زار رفقة وفد حقوقي وصحافي المناطق المنكوبة يوم السبت 8 مارس 2025، أكد أن بعض المسؤولين ينظرون إلى المتضررين كأرقام انتخابية وليس كبشر يحتاجون إلى دعم حقيقي. وأشار إلى أن أولوية هؤلاء المسؤولين ليست إعادة الإعمار أو إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بل الحفاظ على مواقعهم السياسية بأي ثمن.
المشهد على الأرض يبدو أكثر قتامة مما تنقله التقارير الرسمية، فبعد مرور عام ونصف على الكارثة، لا تزال مناطق منكوبة تعيش في عزلة تامة، دون أي تحسن ملموس. المساعدات التي وُعد بها الضحايا لا تصل إليهم، والإجراءات الإدارية تسير ببطء قاتل، بينما تستمر المعاناة تحت خيام لا تقي من البرد أو الأمطار.
ولم يخف الغلوسي غضبه مما وصفه بـ “الإهمال التنموي الصارخ”، مشيرًا إلى أن المناطق النائية مثل الحوز تعيش على هامش المغرب الحديث، في وقت يجري فيه التركيز على مشاريع ضخمة استعدادًا لاحتضان كأس العالم 2030. وتساءل بنبرة استنكارية: “كيف يمكن لدولة تخطط لاستضافة حدث عالمي أن تترك مواطنيها يعيشون في هذه الظروف الكارثية؟”
ودعا الغلوسي إلى تحقيق شامل في طريقة تدبير الأزمة، خاصة فيما يتعلق بـ توزيع المساعدات ومصير الأموال المخصصة لإعادة الإعمار، مطالبًا الدولة بالاعتراف بالفوارق التنموية الصارخة، ووضع مخطط إنقاذ حقيقي يشمل تحسين البنية التحتية، توفير فرص العمل، وإنهاء عزلة هذه المناطق المنكوبة.
كما وجه نداءً للمسؤولين، داعيًا إياهم إلى الخروج من مكاتبهم الفاخرة في الرباط والتوجه إلى القرى المنكوبة لرؤية حجم المعاناة بأعينهم، بدل الاكتفاء بالخطابات الرنانة والوعود الفارغة.
وفي سياق تضامنه مع الناشط سعيد آيت المهدي، أكد الغلوسي أن الوضع في دواره “تد فلت” مأساوي، حيث تحولت المسالك الطرقية إلى “طرق للموت” بفعل انعدام البنية التحتية، مشيرًا أيضًا إلى معاناة سكان دوار تفني الذين لا يزالون تحت رحمة البرد القارس، داخل خيام مهترئة لا تصلح للحياة الآدمية.
واختتم الغلوسي حديثه بتأكيد أن الحكومة والسلطات المحلية تتحمل مسؤولية هذا الإهمال الفادح، داعيًا إلى وضع حد لهذا العبث قبل أن تتحول هذه الأزمة إلى مأساة إنسانية دائمة.