الصحافة _ زكرياء البركاوي
ستنشر جريدة الصحافة الإلكترونية كل نهاية أسبوع، مقالا للأستاذ زكرياء البركاوي، ناشط حقوقي، وعضو في amdh، يسبح من خلاله في بحر العلوم السياسية.
مدخل : الحلقة 1
أكثر التعريفات شيوعا لها هي مجموع المبادئ و القوانين التي تسعى إلى تفسير الظواهر الإجتماعية و تحديدا الظواهر السياسية المختلفة و علاقتها بالسلطة السياسية. إضافة إلى عدد من النظريات السياسية المتعلقة بنشأة الدولة، و آليات التحكم التي تمارسها الدولة في ما يخص تيسير حياة المواطنين بداخلها؛ ببساطة شديدة النظرية السياسية مرتبطة بسؤال، رئيسي هو. لماذا؟
فعادة ما نشير إلى النظرية السياسية بسؤال لماذا؟. فالنظرية السياسية تبتدأ بسؤال بسيط يحاول الباحث الإجابة عليه تنتقل لعدد من المستويات وصولا للقانون النهائي أو مجموعة القيم المفسرة لحدوث الظاهرة.
منهجية تحليل النظرية السياسية تمر عبر ثلات مراحل (الإفتراض النظري) ثم (الوصف و تجميع البيانات) ثم (التفسير و فهم الظاهرة).
الإفتراض النظري:
الفرضية هي توقع ثابت لربط المتغير بسلوك. سيتم التعبير عنه في شكل “هذا المتغير له مثل هذا التأثير على مثل هذا السلوك”. ينبع هذا التنبؤ بشكل طبيعي من السؤال الذي نطرحه ، ويمكن أن ينشأ إما من الملاحظة ، أو مساء دراسة البيانات التي تم جمعها سابقًا (الفرضية المستحثة) ، أو حتى من نظرية عارضة. سوف يعبر عن نفسه في الشكل التالي: “إذا كانت هذه النظرية صحيحة ، فعندئذٍ في مثل هذه الحالة ، ستحدث هذه الظاهرة”.
الوصف و تجميع المعطيات:
هى وسيلة الباحث لجمع بياناته ولتحقيق هدفه من البحث ، ويستخدم الباحث الاجتماعى عدة أدوات منها الملاحظة والاستبيان والمقابلة وتحليل المضمون والمقاييس .
وقد يستخدم الباحث ويعتمد على أداة واحدة لجمع بيانات أو يعتمد على أكثر من أداة ، وذلك مرهون بصلاحية بعض هذه الأدوات لبعض المواقف والبحوث عنها فى غيرها ، وبالنواحى التى يدرسها فى الظاهرة وأيضاً وفقاً للأسلوب أو الطريقة او المنهج المستخدم فى الدراسة .
التفسير و فهم الظاهرة:
يقصد بالتفسير داخل مجال العلم الكشف عن العلاقات الثابتة بين الظواهر واستنتاج القوانين المتحكمة فيها والتي تمكن من التنبؤ بناء على تلك العلاقة السببية والحتمية بين السبب والنتيجة .
الفهم يعتبر نشاطا عقليا تأويليا يسعى إلى فهم الفعل الإنساني من خلال ربطه بالواقع المعيش، الفهم لمدخل أساسي لتقديم معرفة واضحة بالظواهر الإنسانية نظرا لكونه يمكن من استخلاص الدلالات و المعاني انطلاقا من معايشة مجموعة من التجارب الوجودية المباشرة أن الفهم يتم بشكل مباشر ولا يحتاج لأية وسائط تفسيرية.
فالنطرية السياسية إذن هي مرحلة بحث تبدأ من الرصد و جمع البيانات وصولا إلى عملية التفسير و الفهم ثم إيجاد مجموعة القوانين أو المفاهيم التي تساعد على فهم الظواهر السياسية المختلفة.