الصحافة _ وكالات
وجهت الرهينة الفرنسية، صوفي بروتنين، المحررة في مالي مؤخرًا، والتي أعلنت إسلامها فور وصولها إلى الأراضي الفرنسية، رسالة قوية إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تزامنا مع الحملة الشرسة التي أعلنها هذا الأخيرة على الدين الإسلامي.
وقالت صوفي التي اختارت أسم مريم بعد دخولها الإسلام، في رسالتها إلى ماكرون، ” السلام على من إتبع الهدى وأما بعد .. وصلني أنك في ذهول كيف أن صوفي بترونين المرأة الفرنسية من ذوات العرق الأبيض النقي المسيحية الكاثولوكية قد إعتنقت الإسلام بعد 75 عاماً من النصرانية وخلال 4 سنوات من الأسر عند المسلمين !
وأضافت مريم مخاطبة الرئيس الفرنسي : “دعني أبسط لك الامور.. نعم كنت أسيرة عند المسلمين لكنهم لم يمسوني بسوء أبداً وكانت معاملتهم لي كلها تقدير وإحترام كانوا يقدمون لي الطعام والشراب ويؤثروني على أنفسهم رغم شح الموارد، وكانوا يحترمون خصوصيتي لم يتعرض لي أحد بتحرش لفظي ولا جسدي ولم بسبوا ديني ولا عيسى ولا السيدة العذراء عليهما السلام كما تفعلون أنتم مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام، لم يفرضوا عليّ الإسلام لكنني رأيته في أخلاقهم أناس يتطهرون بالماء ويصلون للرب الصلوات الخمس ويصومون شهر رمضان.
المسلمون في مالي -تضيف مريم- فقراء نعم وبلادهم فقيرة لا يوجد فيها برج ايڤيل ولايعرفون عطورنا الفرنسية لكنهم الأنظف أبدانا والأطهر قلوبا، نعم هم لا يملكون السيارات الفارهة ولا يقطنون الابراج العالية لكن همهم فوق السحاب وعقيدتهم أرسخ من الجبال”.
ووجهت مريم بروتنين، في رسالتها سؤالا لماكرون، ما كان قد سمعت تلاوة القرآن في حياته؟ مضيفا هم يرتلون القرءان في صلاتهم فجراً وليلاَ. ما أجملها من قراءة حتى لو لم تفهم ما يرتلون فيرتعد جسمك ويقشعر بدنك وانت تستمع لهم وهم يرتلون كلام الله فهم يحفظونه عن ظهر قلب عندها تدرك بعقلك الباطن أن ذلك ليس كلاماً بشرياً بل هو لحن سماوي أنزل من السماء وتتكون لديك رغبة جامحة أن تعرف معنى ما يرتلون فجراً وليلاً من تراتيل سماوية !
واسترسلت مريم مخاطبة ماكرون، “هل سجدت في حياتك لله سجدة واحدة وجعلت جبهتك تلمس الأرض وهمست لربك عن همومك وشكرته على نعمه كما يفعلون ؟ هل أحسست يوماً بقرب الله منك وقربك منه ؟
وتابعت “نساؤهم بشرتهن سوداء كالفحم لكن قلوبهن بيضاء كالحليب يرتدين الثياب البسيطة لكنهن في أعين رجالهن أجمل الجميلات لا يختلطن بالرجال الأجانب ولا يختلين بهم ولا تُدخل إحداهن رجلا بيتها في غياب زوجها لا يشربن الخمور ولا يلعبن القمار ولا يزنين !
المسلمون هناك تقول المعنية بالأمر “يؤمنون بكل الأنبياء حتى نبي الله عيسى الذي يحبونه أكثر منّا، وأمه مريم التي أسميت نفسي على اسمها من كثرة حبهم وتعظيمهم لها ولمكانتها.”
ربما تسألني :-
كيف يحبون المسيح أكثر منا ؟
فأجيبك :
نعم هم يحبون السيد المسيح أكثر منا لان بلادنا سفكت دماء الأبرياء بإسم المسيح، واستحلت بلادهم ونهبت ثراوتهم فنحن ننعم بخيرات بلاد المسلمين وننتزع الجزية من حكامهم بطرق شتى ونفرض مشاريع تجارية استهلاكية لا تنموية عليهم وننشر الفتن بينهم ثم نبيعهم الأسلحة ليقتلوا بعضهم بعضاً لكننا لا زلنا نعتبرهم إرهابيون عندما يدركون أننا نحن الارهابيون لا هم ! لكنهم تعاملوا معي ومع غيري من الرهائن بأخلاق المسيح التي كنا نتعلمها في الكنائس لكننا لا نطبقها على أرض الواقع.
وختمت مريم رسالتها ” لم أشأ أن أعلن عن إسلامي في مالي حتى لا يقال أنني اسلمت تحت حد السيف وقررت أن أعلن إسلامي وأنا حرة على أرض فرنسا لأبلغ رسالة الإسلام إلى ملايين الفرنسيين وإلى اوروبا بقسميها المسيحية والملحدة أجمع !
وأضافت في ختام رسالتها، “هذا هو دين الإسلام الذي تحاربه ليلاً ونهاراً قد حرك شغاف فؤادي وملأ علي عقلي، فما عدت أرى فرنسا بجمالها الفتان أجمل من مالي الفقيرة المتواضعة، بل إنني قررت أن أعود إليها مرة أخرى لكن بعد دعوة أهلي وأحبابي للإسلام، لأني أريدهم ان يذوقوا حلاوة ما ذقت من عبادة الله الواحد الأحد الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم وأريد لهم صلاح الدنيا والآخرة .
ودعت مريم ماكرون للإسلام قائلة: أدعوك انت أيضا للإسلام وأن تعيد حساباتك مع هذا الدين العظيم الذي هو رسالة كل الأنبياء والرسل من لدن آدم ومروراً بعيسى المسيح وختاما بسيد الأنام ” محمد ” عليه الصلاة والسلام.
المصدر: Kesh24