الصحافة _ كندا
في كلمة سياسية واضحة خلال الجلسة العامة الثامنة عشرة لجمعية الاتحاد من أجل المتوسط، دعا راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب ونائب رئيس الجمعية، إلى الكفّ عن توظيف ظاهرة الهجرة في حسابات التدافع السياسي الداخلي، محذّرًا من اختزالها في الصور النمطية والمقولات الشعبوية التي تربطها زيفًا بالمشكلات الاجتماعية في دول الاستقبال.
وفي مداخلة وُصفت بالقوية، أبرز الطالبي العلمي أن الهجرة، بدل أن تُستغل كذريعة للصراع السياسي، ينبغي النظر إليها كعامل إيجابي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدان الاستقبال، مشددًا على أن المقاربة المغربية في هذا المجال تقوم على احترام حقوق الإنسان، وتتماهى مع روح ميثاق مراكش الأممي حول الهجرة الآمنة والمنظمة.
وفي تذكير بمواقف سابقة للجمعية البرلمانية، أكد العلمي أن أسباب الهجرة معروفة: نزاعات مسلحة، هشاشة مناخية، اختلالات تنموية، وطلب متزايد على اليد العاملة المهاجرة، وهو ما يفرض، حسب قوله، التوجه نحو معالجة الجذور الحقيقية للظاهرة، بدل تحميلها أكثر مما تحتمل.
كما نوه الطالبي العلمي بالتنسيق الثنائي النموذجي بين المغرب وإسبانيا في تدبير الهجرة، والذي يُعد أحد أبرز النماذج الناجحة للتعاون جنوب-شمال في هذا الملف المعقد، حيث أثمر نتائج ملموسة في ضبط تدفقات الهجرة غير النظامية، وفي تعزيز مقاربة تشاركية تراعي مصالح كل الأطراف.
وتأتي هذه التصريحات في سياق إقليمي ودولي حساس، تتزايد فيه الضغوط السياسية المرتبطة بالهجرة داخل عدد من البرلمانات الأوروبية، بينما يبرز المغرب، وفق تعبيره، كفاعل مسؤول يوازن بين سيادة الدولة والالتزام الإنساني، ويُعيد توجيه النقاش من “الأسلاك الشائكة إلى سُبل التنمية المشتركة”.